“فلسطينيو تركيا” ينظمون ندوة حول دور إعلان الجزائر في النهوض بالمشروع الوطني
نظم مؤتمر فلسطينيي تركيا، ندوة بعنوان “دور إعلان الجزائر في النهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني”، بمشاركة ممثلين عن الفصائل الفلسطينية.
وأكد محمد مشينش، رئيس مؤتمر فلسطينيي تركيا، بكلمته الافتتاحية، على ضرورة “تحويل إعلان الجزائر إلى برنامج عملي يتم تطبيقه ليس من الفصائل فقط، بل إلى برنامج عمل شعبي يشمل فئات شعبنا الفلسطيني كافة في الداخل والخارج”.
وأشار إلى أننا “نمتلك الفرصة في إعلان الجزائر لتكوين شبكة من الدول الداعمة للحق الفلسطيني، وتشكيل حالة تصدي لمشروع دمج الكيان الصهيوني في المنطقة، لأن أكثر ما يزعج الاحتلال الإسرائيلي هو حالة الرفض الشعبي في العالم، وأحد أسباب هذا المزاج الرافض للاحتلال هو الدور الوطني لفلسطيني الخارج”.
وأكد أن “الوحدة الحقيقة القائمة على الثوابت هي البوابة الصحيحة للوصول لأهداف المشروع الوطني الفلسطيني، لأن أكبر خطأ ارتكبه مشروع السلطة الفلسطينية هو استثناء فلسطينيي الخارج، والتخلي عن دورهم المهم، موجها تحيته للجزائر شعبا ودولة، لأن لها قيمة مضافة يمكن الاعتماد عليها في تحقيق إنجازات ملموسة في ملف الوحدة الفلسطينية”.
ومن جهته، ثمن مازن الحساسنة، رئيس اتحاد رجال الأعمال الفلسطيني- التركي، الجهد الجزائري في رأب الصدع الفلسطيني، ومساعدة الفلسطينيين في ترتيب بيتهم الداخلي، ووجه الشكر لتركيا لاحتضانها هذه الندوة، التي تهدف إلى “الوصول لمخرجات تساعد في تحريك قطار الوحدة الوطنية”.
بدوره، أشار السفير الفلسطيني في تركيا د. فائد مصطفى، إلى الدور التاريخي الجزائري في دعم الشعب الفلسطيني “الذي لم يتغير عبر الزمن”، وهو يرسخ ما قاله الرئيس الأسبق هواري بو مدين، “نحن مع فلسطين ظالمة ومظلومة”، ونجد الرؤساء الجزائريين يسيرون على ذات المسار ومثلها الرئيس الحالي في القمة العربية الأخيرة على أراضيه.
وأوضح أنه “من الصعب إيفاء الجزائر حقها فيما تبذله للقضية الفلسطينية، واعتبارها قضية خاصة لبلدها”.
وأكد أن “إعلان الجزائر يحمل نقاطا استثنائية ستتجسد في المرحلة القادمة على الأرض، وهناك أسباب كثيرة تدعونا للتفاؤل في الوصول لصيغة حقيقة لتحقيق اللحمة الفلسطينية، ونأمل أن تكون هذه الندوة ومخرجاتها سبباً في زيادة أواصر الأخوة بين الفلسطينيين”.
وأشار إلى “العلاقات الممتازة التي تربط تركيا مع الكل الفلسطيني، وهو ما مثلته في استضافة حوارات إسطنبول”، وأكد أن “ما يحصل في الإقليم، وفشل التطبيع، وبزوغ حكومة إسرائيلية متطرفة يهيئ لمرحلة جديدة فيها مزيد من الوحدة ضد المحتل”.
وأكد الوزير المفوض المتحدث عن السفارة الجزائرية “عمي سعيد عيسى”، أن “الجزائر قبلة لحركات التحرر في كل العالم، وبالأخص الفلسطينية منها، كما تمنحها أولوية فائقة في أجندة الدولة الجزائرية”، وأكد فخره أن إعلان استقلال فلسطين خرج من الجزائر.
وأوضح أن “اللقاءات المستمرة للفصائل الفلسطينية على أراضينا جاء مبنيا على أساس التصدي للاحتلال”، وأشار أن القمة العربية الأخيرة في الجزائر رسمت العديد من المسارات المهمة لنصرة القضية الفلسطينية، وأن الجزائر “تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، لذا كان إعلان الجزائر نتيجة لذلك، وليس لدينا أدنى شك في أن يُجند الفلسطينيون كل طاقتهم في تطبيق الإعلان على الأرض، ثم الوصول إلى التحرير”.
د. ياسين أقطاي، مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركي السابق، قال: “عندما ندعم قضية فلسطين فإننا كتركيا ندعم أنفسنا، وأن تلبيتنا لدعوة نصرة القضية الفلسطينية دعوة لإحياء الدين، وأن تركيا لم تذهب للعمل المصلحي، وهذه مغالطة، بل إننا ندعو جميع الدول العربية الإسلامية للإسهام في إنجاح إعلان الجزائر، والتنافس في تمتين البيت الفلسطيني”.
كما استضافت الندوة شخصيات عربية وممثلين عن الفصائل الفلسطينية، من بينهم: الصادق الزريقي، رئيس الفيدرالية الإفريقية للصحفيين، ود. محمد الهندي، رئيس الدائرة السياسية في حركة الجهاد الإسلامي، وأسامة القواسمي الناطق باسم حركة فتح، وعلي بركة، رئيس دائرة العلاقات الوطنية في حركة حماس في الخارج.
وشكر بركة، دولة الجزائر شعباً وحكومة على دعمها المتواصل للقضية الفلسطينية وجهودها في تحقيق وحدة البيت الفلسطيني، واستضافتها للحوار الوطني على أراضيها”.
وأشار إلى أن “الثورة الجزائرية لا زالت مستمرة على الأراضي الفلسطينية، ولن تتوقف إلا بزوال الكيان الغاصب، وأن إعلان الجزائر الذي ينهي الانقسام ويعيد اللحمة بين الأطراف الفلسطينية خاصة في الظرف الراهن فرصة تاريخية بمسار القضية الفلسطينية ينبغي استثمارها”.
وأكد أن “حماس متمسكة بإعلان الجزائر، وعلى استعداد تام لتذليل الصعاب أمامه للوصول إلى بر الأمان بالبيت الوطني”.
وذكر أن هنالك “عدة ظروف في الإقليم والمنطقة مواتية لإتمام هذا المسار بسلام، بداية من الظرف الدولي، وانشغال العالم وعلى رأسه الولايات المتحدة بالحرب الأوكرانية، وهي التي طالما عملت على إيقاف قطار المصالحة الوطنية عبر الضغط على الدول الراعية أو الأطراف الفلسطينية لضمان بقائها ضعيفة أمام الاحتلال”.
وأكد على أن “تشكيل حكومة صهيونية متطرفة دموية مكشوفة أمام العالم، تدعونا لواجب التصدي لها بكافة أنواع المقاومة المتاحة”.
وأوضح بركة إلى “وجوب إدراك أننا ما زلنا في مرحلة تحرر وطني وتحت الاحتلال، مما يستوجب الوحدة والمقاومة، لذا علينا إبقاء الخلافات جانبا ومواجهة آلة الاحتلال”.
وتابع: “نحن بحاجة لآليات تنفيذية من الدولة الراعية الجزائر لتحقيق الإعلان على الأرض وإنجاحه، وأولى تلك الخطوات إجراء انتخابات شاملة في كافة المؤسسات الوطنية لإعادة الحياة لمنظمة التحرير الفلسطينية”.
وأكد بركة، أن “الأساس الذي يبنى عليه المشروع الوطني، وتؤمن به حركة حماس هي ثلاثة مرتكزات: تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وتطهير المقدسات الإسلامية والمسيحية، وعودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه ودياره”.
ووقعت الفصائل الفلسطينية، في 14 تشرين أول/أكتوبر الماضي على “إعلان الجزائر” لتحقيق الوحدة الوطنية، بمشاركة 14 فصيلاً فلسطينياً، برعاية جزائرية.
وأكد “إعلان الجزائر” في بنوده على “أهمية الوحدة الوطنية كأساس للصمود والتصدي ومقاومة الاحتلال؛ لتحقيق الأهداف المشروعة، وتعزيز وتطوير دور منظمة التحرير الفلسطينية، وتفعيل مؤسساتها بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية”.
كما دعا لانتخاب “مجلس وطني فلسطيني في الداخل والخارج حيث ما أمكن، بنظام التمثيل النسبي الكامل، وفق الصيغة المتفق عليها”.
وطالب بـ”الإسراع بإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس عاصمة الدولة الفلسطينية”.