عام

تاريخ المكتب السياسي لحركة “حماس”: قادة ومسيرة

توالى على رئاسة المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” عدد من القادة منذ السنة الأولى للتأسيس في عام 1987م. يُعتبر المكتب السياسي لحركة “حماس” القيادة أو السلطة التنفيذية للحركة، ويتكون من لجنة تنفيذية تضم 18 عضواً، من بينهم الرئيس والنائب، يتم انتخابهم من قبل مجلس شورى الحركة.

تأسس المكتب السياسي لحركة “حماس” في عام 1992 وتولى قيادة الحركة تدريجياً. كان صاحب فكرة التأسيس القيادي موسى أبو مرزوق، وهو أحد الوجوه المشاركة في مرحلة تأسيس التنظيم للحركة. جاء ذلك بعد موجة اعتقالات إسرائيلية طالت قيادات الحركة، وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين الذي لم يُفرج عنه حتى عام 1997.

أعلن الشيخ أحمد ياسين تأسيس حركة “حماس” بعد حادث الشاحنة الإسرائيلية في 6 ديسمبر 1987 في مخيم جباليا، عندما اجتمع سبعة من المؤسسين وهم: أحمد ياسين، إبراهيم اليازوري، محمد شمعة، عبد الفتاح دخان، عبد العزيز الرنتيسي، عيسى النشار، وصلاح شحادة. ويعد هؤلاء القيادة الأولى للحركة أو القيادة المؤسسة الأولى.

المؤسسون للمكتب السياسي

تولى أبو مرزوق منصب أول رئيس للمكتب السياسي من عام 1992 إلى 1996، وهو سياسي ومقاوم. وُلد عام 1951 في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وبرز في العمل الإسلامي والسياسي الفلسطيني. أدى القيادي أبو مرزوق دورًا مهمًا في إعادة بناء حركة “حماس” بعد حملة الاعتقالات الإسرائيلية عام 1989.

اعتقل أبو مرزوق في الولايات المتحدة الأمريكية في 25 يوليو 1995 وظل في سجونها عامين قبل ترحيله إلى الأردن. وفي عام 2012 غادر سوريا، وتنقل بين مصر وقطر وغزة، وترأس وفد حركة حماس في حوارات القاهرة الخاصة بالمصالحة الفلسطينية منذ عام 2009 وحتى بعد إعلان تشكيل حكومة الوفاق الوطني عام 2014.

وخلال الانتخابات الداخلية لحماس التي جرت في 6 مايو 2017، انتخب مجلس شورى الحركة إسماعيل هنية رئيسًا، واختار موسى أبو مرزوق عضوًا في المكتب السياسي للحركة. وانتخب أبو مرزوق نائبًا لرئيس الحركة في الخارج، خالد مشعل، في عام 2021، وأجرى في عام 2022 اتفاقًا مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) لتعزيز الجهود لترتيب البيت الفلسطيني.

خالد مشعل

الرجل الثاني الذي تولى رئاسة المكتب السياسي لحركة “حماس” من عام 1996 إلى 2017. وُلد خالد مشعل في 28 مايو 1956 في بلدة سلواد قضاء رام الله بالضفة الغربية، وقضى فيها 11 سنة. بعد تخرجه من جامعة الكويت عام 1979، بدأ العمل في مجال التدريس وأصبح مدرسًا لمادة الفيزياء في إحدى مدارس الكويت، واستمر في هذه المهنة حتى عام 1984.

شارك في تأسيس حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عام 1987، وعُين قائدًا للحركة بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين يوم 23 مارس 2004. تعرض عام 1997 لمحاولة اغتيال نفذها جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) في الأردن.

في أغسطس 1999، أغلقت السلطات الأردنية مكتب الحركة في عمّان واعتقلت مشعل في 22 سبتمبر من نفس العام بعد عودته من إيران. ثم انتقل مشعل إلى قطر وبقي فيها عامين، قبل أن ينتقل إلى العاصمة السورية دمشق عام 2001. زار مشعل قطاع غزة في ديسمبر 2012، وهي الزيارة الأولى للأراضي الفلسطينية بعد مغادرته هو وعائلته الضفة الغربية عندما كان عمره 11 عامًا. وكان في استقباله العديد من القيادات والفصائل الوطنية والآلاف من الجماهير الفلسطينية.

إسماعيل هنية

ثالث شخصية سياسية تتولى رئاسة المكتب السياسي لحركة “حماس”، حيث انتخب عام 2017 واستمر في المنصب حتى اغتياله في 31 يوليو 2024. وُلد إسماعيل هنية يوم 23 يناير 1962. اعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمرة الأولى عام 1987 بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، ثم اعتقل للمرة الثانية عام 1988. دخل هنية السجن الإسرائيلي مجددًا عام 1989 بتهمة الانتماء إلى حركة حماس، حيث أمضى ثلاث سنوات معتقلًا، وبعدها نُفي إلى منطقة مرج الزهور في جنوب لبنان. شغل هنية عدة وظائف في الجامعة الإسلامية بغزة قبل أن يصبح عميدًا لها عام 1992، وتولى عام 1997 رئاسة مكتب الشيخ أحمد ياسين بعد إفراج سلطات الاحتلال عنه.

ترأس هنية قائمة التغيير والإصلاح التي حصدت أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات التشريعية المنظمة مطلع يناير 2006، وأصبح رئيسًا للحكومة الفلسطينية التي شكلتها حماس في فبراير 2006. تعرض لعدة محاولات اغتيال، حيث جُرحت يده يوم 6 سبتمبر 2003 إثر غارة إسرائيلية استهدفت بعض قياديي حماس، من بينهم الشيخ أحمد ياسين، وكذلك عام 2014 خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

شهدت انتخابات 2021 تعيين 16 عضوًا في المكتب السياسي لحركة حماس، مع حفاظ هنية على منصبه كرئيس للمكتب السياسي وانتخاب صالح العاروري نائبًا له، وبقاء يحيى السنوار في منصبه رئيسًا للحركة في غزة. فجر الأربعاء 31 يوليو 2024، أعلنت حركة حماس اغتيال إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران.

يحيى السنوار

عين يحيى السنوار في 6 أغسطس 2024 خلفًا لهنية بعد اغتيال الأخير في طهران. وُلد السنوار في 29 أكتوبر 1962 في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، وتلقى تعليمه في مدارسها قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية بغزة ويتخرج بدرجة البكالوريوس في شعبة الدراسات العربية. اعتقل لأول مرة في عام 1982، ثم أعيد اعتقاله مرة أخرى في 20 يناير 1988، وحوكم بتهم تتعلق بقيادة عملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، وقتل 4 فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل، وصدر بحقه 4 مؤبدات (مدتها 426 عامًا).

أمضى السنوار نحو 23 عامًا من حياته في سجون الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن تفرض كتائب القسام الإفراج عنه بصفقة أسرى في عام 2011 “صفقة وفاء الأحرار”. استثمر فترة السجن التي استمرت 23 عامًا في القراءة والتعلم والتأليف، تعلم خلالها اللغة العبرية وعمق فهمه للعقلية الإسرائيلية. ألف السنوار خلال فترة سجنه عددًا من الكتب والترجمات في المجالات السياسية والأمنية والأدبية. ومن أبرز مؤلفاته: رواية بعنوان “شوك القرنفل” صدرت عام 2004، تحكي قصة النضال الفلسطيني منذ عام 1967 حتى انتفاضة الأقصى.

ترأس حركة حماس في غزة في انتخابات 2017، وفترة ولاية ثانية عام 2021 حتى تعيينه رئيسًا للمكتب السياسي في عام 2024. تعتبر دولة الاحتلال يحيى السنوار العقل المدبر لهجمات السابع من أكتوبر، وهو على رأس قائمتها للمستهدفين خلال الحرب التي شنتها على قطاع غزة منذ الثامن من أكتوبر 2023.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى