كتب إبراهيم المدهون: الصمت أمام التصعيد.. ماذا ينتظر الدول العربية والإسلامية؟
العدوان الإسرائيلي الذي بدأ منذ صباح اليوم على لبنان، مستخدمًا تكتيكات الأحزمة النارية وتحذيرات إخلاء السكان، يعكس بوضوح نية الاحتلال في استهداف البنية العسكرية اللبنانية، وخاصة القدرات الدفاعية والهجومية لحزب الله. هذا التصعيد لا يمثل تحركًا تكتيكيًا عابرًا، بل يشير إلى استراتيجية مدروسة تهدف إلى توسيع نطاق المواجهة وتحويلها إلى حرب شاملة.
من الواضح أن الآلة العسكرية الإسرائيلية قد انطلقت، ولن يكون من السهل إيقافها. سواء استجاب حزب الله أم لم يستجب، فإن إسرائيل ماضية نحو مواجهة كبرى تستهدف لبنان والمنطقة ككل. يجب على الشعب اللبناني، ومعه الشعوب العربية، أن يدركوا أن هذا التصعيد هو جزء من خطة أكبر بدأت في غزة وتمتد الآن إلى لبنان، وقد تشمل قريبًا سوريا والعراق وربما دولًا أخرى في الجوار.
التجربة القاسية التي مر بها قطاع غزة، والتي شهدت عامًا كاملًا من العدوان والدمار، تثبت أن الصمت والمراقبة لن يجلبا إلا المزيد من المعاناة. يعمل الاحتلال الإسرائيلي وفق استراتيجية توسعية تدريجية، تبدأ بلبنان، وقد تتحرك باتجاه سوريا، العراق، الأردن، وربما مصر. هدف الاحتلال واضح: فرض الهيمنة الإسرائيلية على الشرق الأوسط وإعادة رسم الخريطة الإقليمية بما يخدم مصالحه التوسعية.
إن الصمت العربي والدولي أمام هذا التصعيد لن يؤدي إلا إلى تصاعد الكوارث الإقليمية. يجب على الدول العربية والإسلامية أن تتحرك بسرعة وحزم لوقف هذا العدوان، قبل أن يتحول إلى حرب إقليمية شاملة تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.