رئيس تحرير مؤسسة فيميد، إبراهيم المدهون: ملاحظات سريعة حول معركة لبنان وما يجري الآن
لم تنجح خطة الاحتلال الإسرائيلي في كسر الروح المعنوية لمقاتلي حزب الله، رغم المحاولات المستمرة لاختراق الصفوف القتالية للحزب وتفكيك بنيته التنظيمية. لقد أثبت حزب الله، بما يمتلكه من قوة صلبة وعقيدة راسخة، أنه أكثر قوة وصمودًا مما كان عليه في السابق. في الأيام الأخيرة، أطلق الحزب 10 صواريخ على تل أبيب، في رسالة واضحة تؤكد التطور المستمر في قدراته الصاروخية. هذه الضربات ليست سوى تجارب تمهيدية لما هو قادم، ومن المتوقع أن تشهد المواجهات المقبلة تصعيدًا أكبر من حيث كثافة الهجمات ودقتها.
ميدانيًا، حاولت القوات الإسرائيلية التقدم في منطقة العديسة، إلا أن وحدات حزب الله كانت في حالة تأهب قصوى. فقد تصدت لهذا التقدم عبر عمليات عسكرية دقيقة، أوقعت خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي. وأمام هذه الخسائر، اضطرت القوات الإسرائيلية إلى سحب جرحاها وقتلاها باستخدام الطائرات العملاقة من نوع “اليسعور”، التي تُستَخدم عادة في الحالات الطارئة والمعارك الصعبة.
من جهة أخرى، سعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تنفيذ عمليات نوعية تستهدف “فرقة الرضوان” الشهيرة في حزب الله، عبر محاولات تفجير اتصالات الحزب واغتيال الأمين العام. كان الهدف واضحًا: توجيه ضربة قاتلة لحزب الله وشلّ حركته نهائيًا. إلا أن الحزب، بقياداته المؤمنة وذات الخبرة العسكرية العميقة، أثبت مرة أخرى أنه قوة لا يمكن التغلب عليها بسهولة، وأن بنيته العقائدية والتنظيمية تظل متماسكة مهما كانت الظروف.
ما نشهده اليوم هو استعدادات متكاملة من قبل حزب الله وحلفائه لمعركة قد تكون حاسمة ومفصلية في هذه الحرب. الصواريخ أصبحت السلاح الرئيسي في المواجهة، وهي قادرة على قلب موازين القوى في أي لحظة. الاحتلال الإسرائيلي، الذي بدأ عدوانه معتقدًا أنه سيحسم الأمور بسرعة، يجد نفسه الآن أمام مقاومة صلبة تعرف كيف تستغل نقاط ضعفه وتستعد لردع أي هجوم.
المرحلة القادمة ستكون مليئة بالمفاجآت، لكن ما هو مؤكد أن حزب الله والمقاومة اللبنانية لن يتراجعوا، بل سيواصلون الضغط على الاحتلال حتى النهاية. مع كل ضربة يوجهها الحزب، يتزايد اليقين بأن النصر سيكون للمقاومة، وأن الاحتلال الإسرائيلي سيخرج من هذه المعركة منهكًا وخائبًا.