جثامين الشهداء تُترك للكلاب في الشوارع.. بسبب الحصار المطبق: استغاثات بلا استجابة في شمال غزة وفرق الإسعاف تعجز عن الوصول
أدهم درويش
أكد المسؤول في مديرية الخدمات الطبية شمال قطاع غزة، فارس عفانة، أن فرق الإسعاف والطوارئ والدفاع المدني غير قادرة على تلبية استغاثات المواطنين وضحايا الحصار والعدوان “الإسرائيلي” المستمر على شمال القطاع لليوم العاشر على التوالي. وأوضح عفانة “أن قوات الاحتلال تعيق عمل فرق الإسعاف والطوارئ والدفاع المدني في المناطق التي يُفترض الوصول إليها بسهولة، مما أسفر عن تداعيات ومخاطر كبيرة على حياة رجال الإسعاف والدفاع المدني.
وأضاف عفانة أن الأوضاع في شمال القطاع مأساوية بسبب الحصار الخانق المفروض على آلاف المواطنين، بمن فيهم الأطفال والنساء، سواء في مراكز الإيواء أو في منازلهم. وأشار إلى أن استغاثات المواطنين ترد من عدة مناطق تحت سيطرة جيش الاحتلال في شمال القطاع، لكن الفرق المتخصصة لا تستطيع تلبية هذه النداءات، لافتًا إلى صعوبة بالغة في انتشال جثامين الشهداء.
وأكد عفانة أن مشهد الجثامين كان قاسيًا للغاية، حيث نهشتها الكلاب تاركة العظام فقط، مما صعّب عملية التعرف على هويات الشهداء. وأوضح أن السبب وراء ذلك هو منع الفرق الطبية من الوصول لانتشال جرحى وضحايا العدوان. وأضاف: “ما زالت جثامين عشرات الشهداء ملقاة في الطرقات، ولا نستطيع الوصول إليها، بالإضافة إلى وجود جرحى ومصابين أيضًا”. وحذّر من أن تأخير التدخل الدولي، خاصة من المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان، سيؤدي إلى وفاة المزيد من المصابين.
وأشار عفانة إلى أن “من لم يمت بسبب القصف والعدوان العسكري ‘الإسرائيلي’ في شمال القطاع، فهو معرض للموت جوعًا”.
من جهته، أكد المدير العام لدائرة الهندسة والصيانة في وزارة الصحة، علاء أبو عودة، أن الإجراءات المشددة التي يفرضها الاحتلال على مستشفيات شمال القطاع، تشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة آلاف الجرحى والمرضى. وأوضح أبو عودة أن حصار المستشفيات الثلاثة المتبقية في شمال القطاع (“كمال عدوان”، و”الإندونيسي”، و”العودة”) مع صدور أوامر إخلاء إسرائيلية، يهدد استمرار تقديم الخدمات الطبية لآلاف المواطنين المتواجدين هناك.
وأشار أبو عودة إلى أن كميات الوقود التي سمح الاحتلال بإدخالها لمستشفى كمال عدوان غير كافية لتشغيل المولدات إلا لساعات قليلة، مما يشكل معضلة كبيرة تهدد استمرار عمل المستشفى.
يُذكر أن العدوان العسكري على مخيم جباليا وبلدات أخرى في شمال القطاع هو الثالث منذ بدء حرب الإبادة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.