“أصوات استغاثة بلا مجيب”.. الاحتلال يواصل شلّ عمل الدفاع المدني في شمال غزة لليوم الـ38
تواصل قوات الاحتلال “الإسرائيلي” لليوم الـ38 على التوالي منع طواقم الدفاع المدني من أداء مهامها في شمال قطاع غزة، مما يفاقم الوضع الإنساني المأساوي للمواطنين الذين يواجهون القتل والتدمير بصمت منذ 55 يومًا متواصلة.
أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة أن خدماته توقفت بالكامل في مدينة غزة، رفح، ومحافظة الشمال، نتيجة منع الاحتلال دخول الوقود اللازم لتشغيل المعدات والمركبات. وذكر أن أكثر من 80% من معداته خرجت عن الخدمة بسبب الاستهدافات المباشرة والمستمرة منذ بدء الحرب على القطاع.
في تصريح للتلفزيون العربي، أكد الدفاع المدني أن الاحتلال يتعمد منع دخول المساعدات الإنسانية ومعدات الإسعاف والدفاع المدني بهدف زيادة المعاناة الإنسانية في غزة، مما يعرض آلاف المواطنين في المناطق المحاصرة لمزيد من الخطر.
في 23 أكتوبر 2024، نفذ جيش الاحتلال هجومًا على طواقم الدفاع المدني شمال القطاع، ما أسفر عن سيطرته على مركبات الدفاع المدني وتشريد عناصرها إلى مناطق وسط وجنوبي القطاع، إضافة إلى اختطاف 10 من أفراد الطواقم.
دعا الدفاع المدني المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى الاستجابة لنداءاته المستمرة، والسعي الجاد لإعادة تشغيل خدماته الأساسية في المناطق المحاصرة، خصوصًا في بلدة بيت لاهيا التي تواجه أوضاعًا كارثية في ظل الحصار الخانق والدمار الشامل.
تشهد مناطق شمال قطاع غزة، وخاصة جباليا وبيت لاهيا، عدوانًا إسرائيليًا متواصلًا يتمثل في القصف المكثف، والإعدام الميداني، ونسف المنازل بالكامل. كما دُمرت الخدمات الأساسية، بما في ذلك المنظومتان الصحية والإغاثية، وآبار المياه والمرافق الحيوية.
تُعد هذه الهجمة الثالثة على جباليا منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل أكثر من عام، مما جعل المنطقة مسرحًا للإبادة الجماعية وسط صمت دولي مريب.
في ظل استمرار القصف والحصار ومنع دخول الغذاء والماء والأدوية، تطالب الجهات المحلية والإنسانية بتدخل دولي عاجل لوقف الجرائم الإسرائيلية وإعادة الحياة إلى المناطق المنكوبة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية وإعادة تشغيل الخدمات الأساسية، بما في ذلك الدفاع المدني.