من دمشق إلى غزة.. شعوب بلاد الشام وأملها المستمر في السعي للحرية والكرامة
مدير مؤسسة فيميد، إبراهيم المدهون
في السنوات الأخيرة، كنت ألاحظ حالة من الحزن واليأس اجتاحت الشعب السوري، خاصة قبل تحرير دمشق. كان السوريون يعيشون حالة من الإحباط والقنوط، وكأنهم فقدوا إيمانهم بأي أمل. كانوا يبحثون عن وطن يحتضنهم ويعيد لهم كرامتهم وأمانهم. وعندما كنت أراهم على هذا الحال، كان قلبي يتألم.
لم أستطع يوماً أن أفرق بين سوريا وفلسطين، أو بين غزة وحمص، أو بين نابلس وحماة. نحن شعوب بلاد الشام، عائلة واحدة ووطن واحد. لكن الأيام فرقتنا، وأثقلتنا بالحروب والمآسي.
ما أدهشني وألهمني هو هذا الشعب العظيم. السوري بطبيعته متعلم، مثقف، عملي، مبدع، وشاعري. هو ابن حضارة عريقة، حضارة دمشق التي كانت مركزاً للحضارات. ومع ذلك، كان الحزن يخيم عليه.
أتذكر كيف كنت أسأل أحدهم: “هل تحب أن تعود إلى حلب؟” فيجيبني: “لا، وطني حيث أعيش الآن.” هذا الجواب كان يعكس حجم الألم والانكسار.
لكن بعد تحرير دمشق، تغيرت الأمور. رأيت السوريين وكأنهم أضاءوا من جديد. عيونهم عادت تلمع بالأمل، وأصواتهم أصبحت مليئة بالطاقة الإيجابية. بدأوا يتحدثون عن المستقبل، عن بناء دولتهم، عن أحلامهم الكبيرة. في الغربة، سواء في ألمانيا أو فرنسا أو غيرها، تجدهم الآن يحلمون بالعودة ليعمروا ويبنوا بلادهم.
هناك شيء مختلف في السوريين الآن. هناك فرح، هناك جنون جميل، وهناك إصرار على التغيير. سوريا اليوم ليست نهاية الحكاية، بل هي بداية عظيمة لمستقبل مشرق.
أنا فلسطيني، أنا سوري، أنا عربي. نحن أبناء وطن واحد، نحلم جميعاً بالعيش بحرية وكرامة في بلادنا.