تقرير يرصد أضرار مداهمات جيش الاحتلال لمنازل الفلسطينيين
قال تقرير إسرائيلي إن “وثيقة لمنظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية تشير إلى أن المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، يتعرضون للأذى الجسدي والنفسي؛ جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية في منازلهم”.
ويستند التقرير الذي يُظهر أن نشاط جيش الاحتلال الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية يسبب لهم الصدمة، وتتميز باضطرابات النوم للفلسطينيين، لشهادات 158 فلسطينيا، ومقابلات أجراها خبراء الصحة العقلية مع 31 عائلة فلسطينية، و45 مقابلة مع جنود وضباط إسرائيليين”.
وأضاف يانير ييغنا، في تقريره على موقع ويللا الإسرائيلي، ترجمته “عربي21″، أن “التقرير أصدرته منظمات “ييش دين، كسر الصمت، أطباء من أجل حقوق الإنسان”، وأفاد بأن الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، أصيبوا بجروح جسدية ونفسية نتيجة دخول قوات الجيش لمنازلهم.
وأكد أن “الشهادات التي استعرضها التقرير كشفت دخول الجنود لمنازل الفلسطينيين في 88٪ من الحالات، حيث أمر الجنود أفراد الأسرة، بمن فيهم الأطفال، بالتجمع في غرفة واحدة تحت الحراسة، و30٪ من الشهادات تحدثت عن وجود تهديدات بالسلاح ضد أفراد الأسر الفلسطينية، وفي ربع الحالات أفادت التقارير باستخدام القوة الجسدية، أو العنف كجزء من عملية السطو للجيش الإسرائيلي”.
وأوضح أن “64٪ من العائلات الفلسطينية شهدت على هذا السلوك من الجنود الإسرائيليين، ممن اقتحموا منازلهم أكثر من مرة، وتمت معظم عمليات الاقتحام ليلا، وفي إحدى الشهادات الواردة في التقرير، كشفت سمر الجابري من الخليل أنه بعد أن غادر 40 من الجنود الإسرائيليين منزلها فقدت مئة غرام من الذهب وآلاف الشواقل نقدا، وكان يوم الحادث يوم زفاف ابني، اقتحموا الباب، وكان بعضهم رفقة كلاب”.
وأشارت إلى أن “الجنود جمعونا في غرفة واحدة، فطلبت من الضابط مرافقة الجنود أثناء التفتيش، وسألته عما يبحثون عنه، لكنهم لم يوافقوا، سمعنا لاحقا أصوات تحطم، ثم رأينا أنهم قطعوا الأريكة، وكسروا الكراسي، إضافة للإصابات الجسدية والممتلكات، وأثرت مداهمات الجيش الإسرائيلي على الحالة النفسية للفلسطينيين في منازلهم، وتظهر النتائج أن من تعرضوا لاقتحام منازلهم أبلغوا عن أعراض ما بعد الصدمة والقلق”.
وأضاف أنه “تم الإبلاغ عن أعراض اضطرابات الاستيقاظ والنوم لدى الأطفال والمراهقين، بجانب أعراض القلق، وزيادة الاعتماد على الوالدين، وظهور السلوك العدواني”.
جامانا مالكيم، طبيبة متطوعة في منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، قالت إن “دخول الجنود لمنازل الفلسطينيين يتسبب باضطراب ما بعد الصدمة، من حيث الكوابيس، واضطرابات النوم، وتحفيز مفرط، وضعف الأداء في مجالات الحياة، وقد تؤدي للانتحار، ما يتفق مع الدراسات التي أشارت إلى أن الفلسطينيين بشكل جماعي يتعرضون لصدمات نتيجة الاحتلال المطول، وعواقبه النفسية الشديدة، وهي من بين أعلى المعدلات في العالم”.
وأكد أن “الجيش الإسرائيلي لا يقتصر على اقتحام منازل الفلسطينيين، ويمكن لأي ضابط مبتدئ في الميدان أن يقرر اقتحام المنزل بمفرده، رغم وجود الفلسطينيين فيه، ما ألحق الضرر بمنازلهم”.
وكشف التقرير عن “تمييز الجيش بين المستوطنين والفلسطينيين، فالمستوطنون يتمتعون بحماية القانون الذي يحظر الاقتحام التعسفي لبيوتهم، بينما يعاني جيرانهم الفلسطينيون من الاقتحام ليلا لقوات الجيش دون أمر من المحكمة، ودون تدخل منها، ما يجعل الفجوة بين النظامين القانونيين الإسرائيلي والعسكري صارخة وصريحة، وتخلق تمييزا شديدا بين فئتين تعيشان في المنطقة الجغرافية ذاتها تحت حكومة إسرائيلية واحدة”.
زئيف شدال، أحد معدي التقرير، قال إنه “بالنسبة للمستوطنين، فالمنزل مكان آمن، لكنه ليس بعيدا عن الجيش، ويستطيع أي ضابط صغير أن يقرر اقتحام منزل فلسطيني، دون مراجعة قضائية وأمر من المحكمة، ولا يشعر أي فلسطيني بأن منزله هو حصنه المنيع، مع العلم أن دخول قوات الأمن لمنازل الفلسطينيين في الضفة الغربية يتم وفقا لأحكام القانون المعمول به في المنطقة، ولا يتطلب إصدار أمر قضائي مبدئي”.