ياسر قدورة: مشروع “هوية” يضم آلاف الوثائق التي تثبت أحقية الفلسطينيين بوطنهم وتكذّب الرواية الصهيونية
المشروع الصهيوني في فلسطين لم يهدف فقط إلى احتلال الأرض، بل كان الإنسان الفلسطيني مستهدفاً أيضاً قتلاً وتهجيراً وتشريداً، ليروّج الاحتلال لمقولته الكاذبة “أرض بلا شعب”، وأن الفلسطينيين ليسوا أبناء هذه الأرض وأنهم خرجوا منها طوعاً عام 1948.
من هنا جاء مشروع “هوية” للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية، بهدف التركيز على أصول العائلات الفلسطينية في القرى والمدن المحتلة عام 1948، ومواجهة الدعاية الصهيونية والتأكيد على أن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض الحقيقيين، وأن الاحتلال هو الدخيل ولم يكن ليحتل الأرض إلا بالمجازر والقتل بحق الفلسطينيين.
هوية
ياسر قدورة مدير عام مشروع “هوية” وفي حديثه مع الموقع الإلكتروني للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج قال: “مشروع هوية منذ تأسيسه يهتم بالعائلة الفلسطينية، انطلاقاً من القناعة بأن المشروع الصهيوني كان يستهدف الإنسان بنفس الدرجة التي استهدف بها الأرض في فلسطين”.
وأشار قدورة إلى أن العديد من المشاريع والمؤسسات الفلسطينية ركزت على التوثيق الجغرافي والتاريخي للمدن والقرى والمجازر التي تعرّض لها الفلسطينيون، بينما مشروع هوية يركز على العائلات الفلسطينية وتوثيق تاريخ كل عائلة وتثبيت حقها في وطنها.
وحول الهدف من مشروع “هوية”، أكد قدورة على أنهم يعملون على توثيق تاريخ العائلة الفلسطينية لتوفير رواية متكاملة مدعومة بالشواهد والوثائق لكل فرد فلسطيني للمطالبة بحقه في فلسطين. “فالذاكرة الشفوية، وشجرة العائلة، والصورة والوثيقة كلها أدوات لخدمة الرواية الفلسطينية التي يحملها أي فرد أو أية عائلة”.
وأضاف لـ “فلسطينيو الخارج“: “سعت هوية من خلال نشاطها وفعالياتها لتعزيز التواصل والتلاحم بين أفراد العائلة الواحدة وبين عائلات البلدة الواحدة بصور وطرق متعددة، كما أرادت في كثير من المشاريع أن ينخرط الشباب في هذا المشروع لأنه المستهدف الأساس من هذا العمل”.
الانطلاقة العاشرة
في الذكرى العاشرة لتأسيس مشروع “هوية”، أطلق القائمون على المشروع قسماً جديداً ضمن موقعهم الإلكتروني يضم آلاف الوثائق المصنفة وفق البلدات والعائلات، والتي تعتبر مرجعاً مهماً في توثيق العائلات الفلسطينية.
كما يتيح المشروع إضافة وثائق وصور وشجرة العائلة الفلسطينية عبر نافذة مخصصة في الموقع الإلكتروني، ويتميز بسهولة التصفح والبحث داخل الموقع. (تصفح الموقع )
ويضم المشروع مجموعة من البرامج التي تخدم الفكرة في توثيق تاريخ العائلات الفلسطينية في فلسطين، ومن أبرزها برنامج الذاكرة الشفوية، وهو برنامج يقوم على تسجيل روايات شهود النكبة بالصوت والصورة حرصاً على نقل الرواية إلى الأبناء والأحفاد بما فيها من معلومات مصحوبة بمشاعر الحنين والانتماء لأنها تورّث من جيل إلى جيل.
ووثقت “هوية” قرابة 1000 مقابلة معظمها من سوريا ولبنان والأردن، وكذلك برنامج (بنك الصور) لجمع أكبر عدد من الصور القديمة والحديثة للبلدات والعائلات الفلسطينية وقد تم جمع أكثر من 27 ألف صورة.
ومن المشاريع الأساسية التي تخصصت بها “هوية” جمع شجرة العائلة الفلسطينية، حيث جمعت أكثر من 6000 شجرة عائلة عن طريق الزيارات الميدانية للعائلات ومن خلال التواصل الإلكتروني.
الشباب وهوية
أتاحت “هوية” للشباب الفلسطيني فرصة للمشاركة في مختلف برامجها لتوثيق العائلات الفلسطينية، حيث كان لهم دور في تنظيم المعارض في الجامعات والعمل على جمع الصور والوثائق وشجرة العائلات الفلسطينية.
وكانت مشاركات الشباب مهمة في فعاليات يوم القرية الفلسطينية إلى جانب جيل النكبة الفلسطينية، والمساهمة في توثيق التاريخ الفلسطيني.
وتشير “هوية” إلى أن أكثر من 45 ألف شخص غالبيتهم من الشباب الفلسطيني شاركوا في جمع الوثائق والصور عبر موقعها الإلكتروني.
النظرة المستقبلية
يضيف قدورة: “لا يزال أمامنا الكثير من العمل الأمر الذي يتطلب منا كثيراً من الجهد ومزيداً من الإبداع في الأفكار والبرامج، وعيننا في المستقبل أن نخاطب الناس بأكثر من لغة خاصة أننا نتطلع للتواصل بشكل أوسع مع الشرائح التي هاجرت قديماً وحديثاً إلى بلاد أجنبية، وليس من السهل على الجيل الجديد هناك أن يستفيد من هذه البرامج في اللغة العربية”.
وختم بالقول: “يبقى تطلعنا أولاً وأخيراً إلى تحقيق الغاية المنشودة وهي تحقيق العودة ليكون ما جمعناه خلال هذه السنوات أرشيفاً وطنياً يحفظ ذاكرة القضية الفلسطينية”.