التحالف الوطني لمجابهة صفقة القرن على الشعوب مواجهة التطبيع الرسمي للأنظمة العربية
أكد متحدثون في الندوة الإلكترونية التي دعا لها التحالف الوطني لمجابهة صفقة القرن، الأحد، أنّ الدور بات مطلوباً من شعوب الأمة الذين يقاومون التطبيع، لمقاومة محاولة الهرولة الرسمية العربية للتطبيع مع الاحتلال، خاصة مع وجود مساعٍ لشرعنة التطبيع وتصفية القضية الفلسطينية.
وطالب المتحدثون في الندوة الإلكترونية التي حملت عنوان: “التطبيع قراءة في الواقع و المآلات في ظل الهرولة الرسمية وصمود الرفض الشعبي”، وشارك فيها عدد من الشخصيات الوطنية والعربية “بالتعبئة العامة ضد التطبيع مع الاحتلال الصهيوني وفضح عرابيه”.
بدوره أكد رئيس التحالف الوطني لمجابهة صفقة القرن الدكتور عبدالله العكايلة في كلمة له بالندوة على أنه إذا كان “التطبيع حراماً بالوضع العادي، فهو في هذه المرحلة أشد حرمةً، إذ كيف يتصور أن نطبع مع من احتل أرضنا وشرد شعبنا وانتهك الحرمات ولا زال جاثماً على صدورنا منذ سبعين سنة، وهو يهدف لمشروعه التوسعي، وتحقيق حلمهم المزعوم من الفرات إلى النيل، وبالتالي لا نتصور حدوث أي نوع من أنواع التطبيع ولن نسلم بذلك”.
إعلان التعبئة العامة
وأهاب النائب السابق العكايلة “بالشعوب أن تستنهض الهمم والطاقات، وأن تعلن التعبئة العامة ضد التطبيع مع الكيان والصهيوني، وأن تقف كالجدار الصامد ضد مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية، وأن نعد العدة لدعم جهاد الشعب الفلسطيني، وتقديم كل ما يلزمه من مقدرات وإمكانات”.
فشل التطبيع
من جانبه أكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، أن “ما يجري من عمليات تطبيع مع الإسرائيليين، مشينة ومؤذية ولا تليق بتاريخ شعبنا وأمتنا”.
وأضاف: “أنا أعتقد أن هذا الذي يجري تحت مسمى التطبيع ما هو إلا محاولة فاشلة لشرعنة الكيان، مع التأكيد على أن هذه المحاولات قد فشلت نتيجة صمود الشعب الفلسطيني، وبفضل التضامن العربي الشعبي، من خلال وقفتهم بكل ما لديهم من طاقة من أجل أن يعلنوا موقفهم ضد التطبيع مع المحتل بكافة أشكاله”.
التطبيع جزء من صفقة القرن
وقال البرغوثي: “التطبيع جزء من صفقة القرن، وهو قدم باعتباره وسيلة من وسائل تصفية القضية الفلسطينية بكل مكوناتها بما في ذلك الرواية الفلسطينية نفسها مع التركيز على تصفية عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم”.
وتابع: “أعتقد أن بعض الأطراف تورطت في مشروع تحالف مع الكيان الصهيوني، وهذا أمر في غاية الخطورة لأنه يضع هذه الشعوب في طاحونة الصراع الإقليمي، وبالتالي كل من تورط بالتطبيع مع إسرائيل يعمل ضد مصالح شعبه، إذ كثير من الأنظمة العربية لم تتجرأ في الدخول بهذا المسار، لو كان لدى شعوب المنطقة ديمقراطية حقيقية”.
وختم بالقول: “نحن نؤمن أن أمامنا طريق كفاحي ونضالي كبير وطويل لكن الشعب الفلسطيني مستعد للتضحية، ونحن نتفاءل بالمستقبل بدليل أن الشعب الفلسطيني بالرغم من النكبات إلا أنه مرابط بأرضه”.
التطبيع لتصفية القضية الفلسطينية
بدوره أكد المنسق العام للروابط الشعبية في لبنان الدكتور معن بشور أن علينا أن ندرك أن التطبيع ليس ما نراه اليوم، فالتطبيع مسار متلازم مع مسار تصفية القضية الفلسطينية، وهو مر بعدة مراحل من مرحلته العربية يوم كامبد ديفيد بعد أن وقعت الحكومات، ورفضت الشعوب.
وقال: “المقاومة بكل أشكالها بما فيها الكفاح المسلح هي أسرع الطرق لمواجهة العدو الصهيوني، لا بد من جهد ينصب من خلال المؤتمرات التي يتفاعل فيها القومي مع اليساري والإسلامي، والدخول من باب المشتركات بعيداً عن منطق الإقصاء لمواجهة حالة الهرولة العربية الرسمية للتطبيع مع الاحتلال، والشعب الفلسطيني رأس الحربة في هذه المعركة”.
التطبيع يهدف للقضاء على الأمة العربية
وفي كلمته، أكد رئيس حركة “مجتمع السلم” الجزائرية عبد الرزاق مقري أن “التطبيع مع المحتل الصهيوني هدفه أن تبقى الأمة في سباتها”، مضيفاً: “لكن الأمة العربية والإسلامية ستقف ضد التطبيع من أجل فلسطين والفلسطينيين وللحفاظ على المنجز الفلسطيني الممتد منذ سبعين سنة، فالمشروع الصهيوني لا نرفضه لسبب ديني فقط، لكننا نرفضه لأنه خطر على وجودنا وخطر على استقرارنا، ولهؤلاء الذين يريدون تمكين الكيان الصهيوني نقول لهم خسئتم”.
وزاد: “الاحتلال يعمل على اختراق الأمة من خلال عملائهم، ونحن نرى بأعيننا بأن هناك حكام ومسؤولين لا يطبعون مع الكيان الصهيوني فقط بل هم يتحالفون مع الكيان الصهيوني، ويعملون للقضاء على الأمة العربية قبل العمل للقضاء على القضية الفلسطينية”.
الشعوب العربية حية وتلفظ الاحتلال
من جانبه قال النائب الكويتي ناصر الصانع أن “الشعوب العربية ترفض التطبيع مع الصهاينة، بما فيها شعوب الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، وهذا الأمر واضح للعيان، وهو يقلق الكيان الصهيوني”.
وقال: “ستبقى الشعوب العربية حية، وستقف بقوة في مواجهة مشروع التمدد الصهيوني، وأنا هنا أؤكد أن الكيان الصهيوني كيان هش، سريع الإنهزام إن توحدنا، والمطلوب اليوم مبادرة عربية قوية لمواجهة تسارع محاولات التطبيع الرسمي العربية شبيهة بالموقف القوي للأمة حينما أساء الرئيس الفرنسي للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، بأن نضرب جميعاً هذا الكيان الصهيوني على أرض فلسطين بقوسٍ واحدة”.