تركيا تعلن تأسيس “هيئة شؤون القدس”.. وانزعاج إسرائيلي

كشفت صحيفة “يني شفق” التركية السبت، أن رئيس الشؤون الدينية علي أرباش، أمر بتغيير اسم دائرة خدمات العمرة إلى “دائرة العمرة وزيارات القدس”، ما يعطي معنى رمزيا لحساسية قضية القدس.

وذكرت الصحيفة أن جولات العمرة المرتبطة بالقدس، جرى تنظيمها منذ عام 2015، لزيادة الوعي بالمدينة المقدسة والمسجد الأقصى، ولزيادة المشاركة في زيارات القدس، لافتة إلى أن هذه الجولات ستتم ضمن دائرة العمرة وزيارات القدس.

وأشارت إلى أن الشؤون الدينية التركية أعدت دليلا خاصا بالقدس، لمن سيشارك في زيارتها، يتضمن معلومات عن تاريخها والأماكن المهمة لزيارتها، لافتة إلى أن الجولات التي ستتواصل بعد وباء كورونا، ستمكن الأتراك من زيارة مدن الخليل وبيت لحم ويافا، إلى جانب المسجد الأقصى وقبة الصخرة.

من جانبه، رأى الكاتب الإسرائيلي شموئيل ألميس في مقال نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم“، وترجمته “عربي21“، أن القرار التركي، يعني أن “الرئيس رجب طيب أردوغان وضع القدس على رأس أولوياته”.

وأكد أن “هذه الخطوة تعبير عن رغبة أردوغان بتقوية العلاقات بين تركيا والقدس، من خلال قراره تغيير اسم المرجع الديني”، مضيفا أننا “أمام مرجعية مهمة للغاية في حياة المسلمين في تركيا، وأي تركي يرغب في إجراء طقوس متعلقة بالحج إلى مكة، فهو يذهب لإجراء التسجيل المنظم مع هذه المرجعية”.

وأشار إلى أنها “ليست هذه الخطوة الأولى لأنقرة في هذا الشأن، ففي وقت مبكر من عام 2015، أعلن أردوغان إضافة القدس إلى طريق العمرة، وأعد الأتراك دليلا سياحيا عن تاريخ القدس، ومواقعها السياحية، وفي بداية الكتاب، تم وضع المسجد الأقصى وقبة الصخرة، تليها الخليل وبيت لحم ومدينة يافا، دون الإشارة إلى اسم تل أبيب، وعلى مستوى المواقع داخل المدن، لاحظ الأتراك داخل القدس كنيسة القيامة وقبر داود”.

وأكد أنه “أبعد من ذلك، فمن بين أمور أخرى، ينسب الأتراك المسلمون بعض المواقع إلى قبر موسى، وبرج الساعة في يافا الذي أقامه السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، وفيما يتعلق بالمواقع المختلفة في جميع أنحاء إسرائيل، لم يذكر الأتراك أي ارتباط بإسرائيل على الإطلاق”.

كوهين إنروجيك، الباحث في شؤون تركيا الحديثة في معهد القدس للاستراتيجية والأمن، ومركز موشيه دايان في جامعة تل أبيب، أشار إلى أن “هذه الخطوة التركية إنما تأتي انسجاما مع تشجيع السياحة الدينية التركية إلى القدس، وهي خطوة إيجابية على ما يبدو، ومع ذلك، فإن الجانب الثاني في هذه الخطوة يبدو سلبياً بالتأكيد، لأن الأتراك يعملون على إبعاد التقارب الثقافي بين الأتراك الذين سيزورون القدس والتراث اليهودي في إسرائيل”.

وأضاف أن “اختيار الاسم الجديد للسلطة الدينية التركية، والذي يتضمن اسم القدس، يعني أن الأتراك وضعوا المدينة على رأس أولوياتهم، لأن أنقرة تريد أن تظل قضية القدس تحتل مكانة بارزة في عناوين وسائل الإعلام بشكل منتظم، من خلال شعارات “تحرير الأقصى” و”القدس مدينتنا”، وليس من المتوقع أن تكون “هيئة القدس” الخطوة الأخيرة في هذا الشأن”.

الصحيفة الإسرائيلية ذكرت أن “تشكيل تركيا لهذه الهيئة باسم القدس يتزامن مع توجه إسرائيلي لاتخاذ جملة خطوات لوضع حد للأنشطة التركية في القدس، بزعم أن أيام الإمبراطورية العثمانية ولَّت، وليس لدى تركيا ما تبحث عنه في القدس، وأن إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان أن القدس ملك لجميع المسلمين مبالغ فيه”.

وأوضحت أن “دوافع الخطة الإسرائيلية تعود إلى أن التأثير التركي بين فلسطينيي القدس يثير قلق مسؤولي الأمن والسياسة في إسرائيل منذ سنوات، بحيث يمكن رؤية الأعلام التركية في العديد من المواقع المقدسية، والمطاعم التي تحمل أسماء إسطنبول، وفي السنوات الأخيرة باتت تركيا الوجهة المفضلة لعشرات آلاف الفلسطينيين من سكان القدس”.

وأكدت أن “المعلومات حول الخطة الإسرائيلية ضد النشاط التركي في القدس تعود إلى وجود توافق بين مختلف دوائر صنع القرار الإسرائيلي حولها، ما يجعل من هذا النشاط تهديداً للأمن القومي لإسرائيل، وهي بذلك قد تغامر بصبّ مزيد من الزيت على نار التوتر القائم أصلاً بين أنقرة وتل أبيب في العديد من الملفات الشائكة”.