مبعوثة الأمم المتحدة للأطفال: من حق أطفال فلسطين أن يعيشوا بسلام
أعلنت الممثلة الخاصة للأمين العام للأطفال في النزاعات المسلحة، فرجينيا غامبا، في لقاء مع الصحافة المعتمدة بالمنظمة الدولية، أن عام 2020 شهد بعض التحسن في بعض الميادين مثل إطلاق سراح المعتقلين بالإضافة إلى التوصل للعديد من الاتفاقيات مع أطراف النزاع للتعاون مع مكتب الممثلة الخاصة لحماية حقوق الأطفال وتجنب الانتهاكات الستة التي تتكرر في مناطق النزاعات المسلحة مثل القتل والإصابات الدائمة والعنف الجسمي والتجنيد والخطف أو منع الوصول إلى مرافق الأطفال كالمدارس والمستشفيات أو تعريضها للخطر.
جاء هذا المؤتمر الصحافي الذي عقد عن بعد بمناسبة إطلاق التقرير السنوي حول انتهاكات حقوق الأطفال في مناطق النزاعات والذي نشر تحت عنوان “طفولة مسروقة ومستقبل ينبغي إصلاحه”. وبالرغم من احتوائه انتهاكات إسرائيل لحقوق الأطفال الفلسطينيين تفاصيل إلا أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لم توضع على القائمة السوداء التي تأتي كملحق في نهاية التقرير. والقائمة السوداء أو ما يطلق عليها أحيانا “قائمة العار” تشمل الدول والجماعات والكيانات التي ترتكب انتهاكات خطيرة لحقوق الأطفال في مناطق النزاعات المسلحة. كما تجاهل التقرير كذلك الانتهاكات من قبل دول قوية أخرى، بما فيها روسيا في سوريا والولايات المتحدة في أفغانستان، وحذفهما من القائمة.
وطرح مراسل صحيفة القدس العربي، مجموعة أسئلة للمسؤولة الأممية غامبا حول عدم شمول القائمة دولة الاحتلال رغم التنوع في انتهاكاتها والتي لا تجاريها دولة في العالم من حيث التنوع مثل الاعتقال والتعذيب الجسدي والقتل والإصابات بعاهات دائمة وارتكاب انتهاكات فظيعة ضد المتظاهرين السلميين وإطلاق أيدي المستوطنيين إضافة إلى قوات الأمن وقوات الاحتلال لتمارس المزيد من الفظائع ضد أطفال فلسطين، “هل تعرفين النوم الهادئ وأنت تقلبين هذه المعلومات؟” قالت غامبا: “أتفهم سؤالك والملئ بالعاطفة الصادقة”.
وأضافت:”رداً على سؤالك ما إذا كنت أستطيع النوم بهدوء بعد كل هذه المعلومات فالجواب “لا. لا أنام في الليل”. ولكن ما دمت قبلت هذه الوظيفة فواجبي أن أقوم بالمهمة على صعوبتها. ومن الصعب علي أن أنام دون أن أبكي وأنا أراجع هذه الانتهاكات خاصة وعندما أتحدث عنها. لكن الأمر لا يتعلق بي بل بالأطفال. أحيانا نرى بعض التقدم فنشعر بالتفاؤل وأحيانا نرى مفاجئات وأوضاع سياسية متغيرة وارتفاع في نسبة الانتهاكات فمن الصعب أن نلتزم بحرفية القوانين حول التحقق من كل حالة انتهاك وهذا يؤدي إلى حالة من الإحباط. الأطفال الفلسطينيون لا يستحقون كل هذا وكذلك الأطفال الإسرائيليون. ما يستحقونه هو السلام والاستقرار. وأظن أنني لو كنت في مكان السلطات في تلك المنطقة لشعرت بالعار لأنني لأ أضع خيار السلام فوق خيارات النزاع. أتمنى أني أعطيتك الجواب وعليك أن تراجع التقرير. لقد وعدت نفسي إذا بقيت في هذه الوظيفة أن أزيد من عدد الإصدارات حول الإنتهاكات ولكني بحاجة إلى صلاحيات واسعة تتجاوز السياسة. نريد قيادات تضع السلام والأطفال في المقدمة”.
وأوضحت غامبا إن “القائمة السوداء الملحقة بالتقرير لا تعتمد على رغبة الأمين العام بل على المعلومات المؤكدة التي تتحقق منها الأمم المتحدة. وهذا هو قرار الأمين. وكل هذه الحالات يتم التأكد منها حالة حالة وبطريقة شفافة ودقيقة. والتقرير عام 2019 يدعو للسماح لممثلة الأمين العام بالقيام بالتحقيق وجمع المعلومات والتأكد من الأرقام. “لقد تم تأجيل زيارتي للمنطقة عدة مرات. ولكن في الأخير هذا الشرط تم تنفيذه خلال جائحة كورونا. فقمت ب 52 اتصالا مع الأطراف المعنية بمن فيهم الطرف الموجود في غزة. والنتائج النهائية التي توصلنا إليها عرضناها على الأطراف ومن خلال المحادثات تبين لنا أن هناك إجراءات لتحسين الوضع وكل الأطراف أعلنوا التزامهم بالتعاون مع مكتبي. هناك انخفاض حاد بين عدد الانتهاكات من عام 2018 إلى عام 2019 ثم من عام 2019 إلى عام 2020، خاصة خلال السنة الماضية. وانطلاقا من هذه المعطيات اتخذ الأمين العام قراره”.
وقد أطلقت السيدة غامبا تقريرها السنوي لعام 2020 حول الأطفال والنزاعات المسلحة، والذي جاء فيه أن عدد الانتهاكات التي تعرض لها الأطفال في مناطق النزاعات خلال فترة التقرير قد وصلت إلى 26425 انتهاكا شملت 19300 طفلا. وقد فاقمت جائحة كورونا هذه الانتهاكات بسبب صعوبة عمل الأمم المتحدة في تلك المناطق.
وحول أوضاع الأطفال الفلسطينيين عرض التقرير تفاصيل كثيرة حول انتهاكات إسرائيل للأطفال الفلسطينيين، وفي بعض الحالات انتهاكات للأطفال الإسرائيليين. فقد ذكر التقرير أن هناك 1031 حالة انتهاك، شملت 340 طفلا فلسطينيا و 3 أطفال إسرائيليين. فقد قتل 11 طفلا فلسطينيا وطفل إسرائيلي واحد واعتقل 361 طفلا فلسطينيين تعرض منهم 83 للتعذيب الجسدي كما أصيب 324 طفلا فلسطينيا وطفلان إسرائيليان بعاهات دائمة و وتعرض 96 طفلا فلسطينيا لانتهاكات خطيرة. وقد شارك المستوطنون في انتهاكات ضد الأطفال الفلسطينيين إلى جانب قوات الأمن الإسرائيلية. وقال التقرير إن حركة حماس جندت طفلين.
وقد وثق التقرير أكثر من 8,400 حالة قتل للأطفال أو الإصابة بعاهات دائمة بسبب الحروب المستمرة، حيث أظهرت أفغانستان وسوريا واليمن والصومال أعلى عدد من الضحايا الأطفال. كما استمر تجنيد واستخدام الأطفال مع تضرر ما يقرب من 7,000 طفل في عام 2020، وحدثت معظم هذه الانتهاكات في جمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال وسوريا وميانمار.
وقالت فيرجينيا غامبا: “سلبت حروب الكبار طفولة ملايين الفتيان والفتيات مرة أخرى في عام 2020. هذا أمر مدمّر تماما بالنسبة لهم، ولكن أيضا للمجتمعات بأكملها التي يعيشون فيها، ويدمّر فرص السلام المستدام”.
وكما جاء في التقرير أن الانتهاكات التي سجلت ارتفاعا عام 2020 هي الاختطاف، بنسبة مذهلة بلغت 90 بالمئة – والاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي التي ارتفعت بنسبة 70 بالمئة. كما ظلت الهجمات على المدارس والمستشفيات شديدة الارتفاع، بما في ذلك الهجمات الخطيرة التي استهدفت تعليم الفتيات والمرافق الصحية والعاملين فيها.