“أكشن فلسطين” حركة شبابية في بريطانيا تعرقل صناعة السلاح الإسرائيلي
يواصل ناشطون من حركة تطلق على نفسها “أكشن فلسطين palestine action” من إغلاق وعرقلة عمل عدة مقرات تابعة لشركة الأسلحة الإسرائيلية “إلبيت سيستمز” (Elbit Systems) في بريطانيا.
وتستهدف الحركة الشبابية جميع الشركات المتواطئة بشكل مباشر مع الاحتلال العسكري الإسرائيلي المستمر وما تلاه من استعمار لفلسطين والتطهير العرقي لشعبها.
ووفق ما أعلنت الحركة منتصف أبريل/نيسان 2022، تمكن ناشطوها من إغلاق موقعين من مواقع “إلبيت سيستمز” المتخصصة في إنتاج الطائرات المسيرة في ذات الفترة، أحدهما في لندن والآخر في ليستر وهو عبارة عن مصنع للطائرات بدون طيار.
وكان هذا الإغلاق مؤقتا، وانتهى بتعطيل عمل الموظفين في الفرعين المذكورين ومنع وصولهم إلى أماكن عملهم داخل المصنعين العسكريين.
وهو ما حصل أيضا عندما أقفل الناشطون فرعا آخر في قرية شينستون البريطانية في فبراير/شباط 2021.
وتمتلك الشركة تسعة مواقع الآن في جميع أنحاء بريطانيا، وهم يصنعون هذه الأسلحة ويصدرونها إلى أنظمة قمعية أخرى في جميع أنحاء العالم، وفق ما تقول هدى عموري أحد مؤسسي الحركة.
وأغلق الموقع العاشر بشكل نهائي في مقاطعة أولدهام البريطانية مطلع عام 2022 بعد حملة ضغط ومظاهرات ناجحة.
وكان 2021 عاما ملحميا بالنسبة للحركة التي انطلقت في أغسطس/آب 2020، وجرى تبني مهمتها ضد “إلبيت سيستمز” على مستوى العالم، مع دعوتها لإنهاء “التواطؤ البريطاني مع إسرائيل”.
وفي عام 2020، وسعت الحركة نشاطاتها لاستهداف سلسلة التوريد الخاصة بشركة إلبيت سيستمز، ومواصلة الحملة ضد أصحاب العقارات الذين يؤيدون الشركة الإسرائيلية مثل “Jones Lang LaSalle (JLL)”.
كما استهدف الناشطون أخيرا شركات مثل JC Bamford Excavators Ltd التي تزود إسرائيل بالجرافات لهدم منازل الفلسطينيين.
وفي بيان مطول نشرته الحركة عبر موقعها الإلكتروني، سردت فيه حصادها خلال 2021، قالت إنها فخورة بعملها ضد شركة Arconic في برمنغهام التي “توفر المواد اللازمة لطائرات بوينغ ولوكهيد مارتين العسكري التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي”.
وأردف البيان: “تحطمت قلوبنا في مايو (أيار 2021)، بينما كنا نشاهد المواد المتعفنة لشركة إلبيت وهي تنفجر في جميع أنحاء غزة، حيث شنت إسرائيل هجوما استمر 11 يوما على القطاع المحاصر”.
وتابع: “زاد القتل والدمار الذي شهدناه من وقود النار في بطوننا، ورأينا المزيد من الناشطين والمانحين ينضمون ويدعمون معركتنا هنا على الأراضي البريطانية. لا يمكننا أن نستمر هنا دون القوة الشعبية التي خرجت لدعم عملنا ضد الطائرات الإسرائيلية”.
الحركة هي مجموعة من الأشخاص من مختلف الخلفيات والطبقات والأجناس والأعراق قرروا القول “إن هذا يكفي” ويرفضون الوقوف مكتوفي الأيدي بينما تستمر بريطانيا في الاستفادة من اضطهاد الشعب الفلسطيني، وفق ما تعلن على موقعها الإلكتروني.
وبينما تستخدم الحركة وسائل التواصل الاجتماعي وورش العمل كمساحات للتعليم والتوعية، فإن العمل المباشر هو أولويتها الأولى والأخيرة، ويتمثل ذلك في المواجهة الميدانية للشركات الإسرائيلية أو الداعمة لها داخل بريطانيا.
وتستخدم الحركة مجموعة متنوعة من التكتيكات من العمل المباشر إلى العصيان المدني للضغط على الشركات إما لإنهاء تواطؤها في نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، أو المغادرة.
تختلف التكتيكات المستخدمة ولكنها تتكون إلى حد كبير من احتجاجات كبيرة، وقطع الطرق، ورمي الطلاء، والكتابة على الجدران، وتخريب الممتلكات العسكرية الإسرائيلية.
وبعد ذلك، تشارك الحركة فعالياتها على وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز الوعي بوجود تواطؤ بريطاني والنضال ضده.
وتوضح الحركة على موقعها: “لم يكن العمل المباشر هو الخيار الأول لمعظم الأشخاص المشاركين، ولكن بعد سنوات من التجاهل واستمرار التواطؤ والاستفادة من جرائم الحرب في فلسطين، من الواضح أن الإجراء المباشر وحده هو الذي يمكن أن يؤدي إلى التغيير”.
وأردفت: “عندما تكون حكومتك متواطئة في الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي وحقوق الإنسان، لا يمكن إلا إحداث تغيير جماعي من خلال العمل السياسي والميداني المباشر”.
ويوضح مقال نشره الموقع في مارس/آذار 2022، أن “العدالة التي لا يمكن العثور عليها داخل محاكم قانون الإمبراطورية الاستعمارية، أو من خلال الضغط على أولئك الذين يرفضون الاستماع، سيتم إيجادها من خلال تصرفات الفاعلين الملتزمين، ما يؤدي إلى عالم أفضل”.
وبين أن “حركة فلسطين ليست مذنبة. أنظمة إلبيت سيستمز وجرائم الحرب الخاصة بهم هي من يجب إلقاء اللوم عليها”.
وعلى موقعها الإلكتروني وصفحتها في موقع تويتر، تواصل الحركة الدعوة إلى المشاركة في اتخاذ إجراءات ضد مصنع الأسلحة الإسرائيلي.
وتقول في أحد منشوراتها التي تلقى تفاعلا كبيرا: “ارفضوا الشعور بالشلل والعجز مع تصاعد العنف في جميع أنحاء فلسطين. اتخذوا إجراءات هادفة اليوم؛ تضامنوا مع الفلسطينيين، نفسوا عن غضبكم وأوقفوا أعمال إراقة الدماء في بريطانيا”.