أهداف التطبيع ومصيره المحتوم
ابراهيم المدهون
من أهداف نتنياهو التطبيعية إحداث انشقاقات وتصدع داخل الجسم العربي، وإبعاد العرب عن فلسطين، وإبعاد فلسطين عن العرب، لننتببه على تركيز غضبنا وعداءنا مع الاحتلال فقط، ونحاول تقوية العلاقات فيما بيننا، وأن نعمل على إبقاء جذوة المقاومة مشتعلة، ورفض الاحتلال متوهج في قلوب الشعوب العربية.
نحن كفلسطينيين نحب المغرب والإمارات والبحرين والسودان وكل الدول والشعوب العربية، ونثق أنهم عمقنا ولن يضيعونا ومن طبع اليوم سيندم غدا، وتطبيعهم لا يعبر عن مكنوناتهم الأصيلة، ونقول لا تركنوا لعدو حقير يطمع بخيراتكم، ويريد استعبادكم عبر التطبيع، ولا يرقب فيكم ولا فينا إلا ولا ذمة.
الاحتلال الإسرائيلي سرطان المنطقة، يفسد ولا يصلح، يضعف لا يقوي، يفقر لا يغني. لا نرجوا منه خيرا ولا يأتي بالخير، ولن يكون في يوم جزء طبيعيا من المنطقة العربية، فإسرائيل غير مؤهلة للاندماج والتعايش مع شعوب المنطقة، فعقائدها تحض على الكراهية وسلوكها إجرامي دموي، وجشعها بلا حد.
لو طبعت كل النظم العربية مع إسرائيل وتعاونت معها أمنيا، ماذا ستفعل مع 7 مليون فلسطيني على أرض فلسطين التاريخية؟ ومثلهم في الخارج منتشرون في أركان الأرض، متمسكون بحق عودتهم وهويتهم وتاريخهم، وباتوا واقعا متجذر لا يستهان به.
قوة الفلسطينيين اليوم أكبر من سيطرة ونفوذ إسرائيل، بات التحدي أمام الاحتلال كبير جدا، وتل ابيب على الحافة الخطرة. هناك تراجع لمكونات الفعل الصهيوني، يهرب بالاستقواء والتطبيع.
أما مطمئن. المستقبل لنا الحالة الفلسطينية تتعاظم، وتتقوى، وانفضاض النظم العربية عنا خير لنا، وكل من يطبع ويقترب من تل بيب خاسر، ويخفف من حمل وعبء حساباتنا.
تتراجع إسرائيل وتظن أن التطببع مع أنظمة المنطقة سينقذها ويوقف انحدارها ويمنع إزالتها.
لا التطبيع سينجيها ولا المكابرة ستغير من مصيرها المحتوم، وكلما طبعت واقتربت من الأنظمة تسرع الخطى لزوالها.
تدرك شعوب المنطقة حجم وسوء هذا الكيان الذي يقوم على الفساد والإفساد.