المقدسيون يتأهبون لإفشال “مسيرة الأعلام”.. والاحتلال يستنفر
بدأ الفلسطينيون بالتأهب والاستعداد لمواجهة ما يسمى “مسيرة الأعلام” الاستيطانية في القدس المحتلة، في الوقت الذي تعزز فيه قوات الاحتلال من انتشارها في المدينة المقدسة.
وانطلقت في القدس المحتلة، دعوات شعبية للاحتشاد عند باب العامود اليوم الثلاثاء، عند الرابعة عصرا للتصدي لمسيرات المستوطنين ورفضا لسياسة الاحتلال في المدينة، فيما حذرت الفصائل الفلسطينية من تبعات المسيرة الاستفزازية.
انتفاضة ويوم غضب
ودعت لجنة المتابعة للقوى الوطنية في فلسطين، إلى انتفاضة ويوم غضب الثلاثاء، في القدس والضفة الغربية، وقطاع غزة والداخل المحتل، بالتزامن مع موعد مسيرة المستوطنين الاستفزازية.
وقالت في بيان لها: “فلتنتفض فلسطين كلها وشعبها في الداخل والشتات وتحت العلم الفلسطيني، نصرة للقدس، وحماية لها ولأحيائها، وللمسجد الأقصى المبارك”.
وأضافت: “ندعو شعبنا الفلسطيني الصامد البطل في الأرض المحتلة عام 1948 وفي الضفة الغربية المحتلة، إلى الزحف نحو القدس، والمسجد الأقصى المبارك الثلاثاء لحماية المسجد الأقصى”.
الداخل المحتل ينتفض
ودعت حركتا “أبناء البلد” و”كفاح الفلسطينيين في الداخل المحتل” إلى الزحف إلى مدينة القدس وخاصّة المسجد الأقصى اليوم الثلاثاء، بدءا من الساعة السادسة والنصف صباحا.
وتحت عنوان “عالقدس رايحين” وتزامنا مع مسيرة الأعلام، فقد دعا الحراك الفحماوي الموحد للمشاركة في الجولة المقدسية من باب العامود مرورا بأزقة البلدة القديمة وصولا إلى المسجد الأقصى وإقامة الصلاة ردا على مسيرة الأعلام المزمع تنفيذها من قبل المجموعات الاستيطانية.
وحدد الحراك الساعة الثانية بعد الظهر لانطلاق الحافلات من حي الكينا باتجاه مدينة القدس ودعا الجميع إلى المشاركة في الحملة والفعالية الرافضة لمخططات الاحتلال والمستوطنين.
“حماس” تدعو للنفير العام
ودعت حركة حماس في القدس، إلى النفير العام اليوم الثلاثاء، والزحف نحو الأقصى.
وفي تصريح صحفي، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عن مدينة القدس، محمد حمادة: “ها هو الاحتلال البغيض يطلق العنان من جديد لقطعانه الضالة لتدنيس أزقة وحواري القدس العتيقة، ورفع أعلام كيانهم الزائل، في خطوة لا تنبع من أي ثقة وقوة، وما دافعه فيها إلا فشله وانكفاؤه”.
وتابع: “يا أهلنا ويا رجال وشباب القدس الثائر، تدعوكم حركة المقاومة الإسلامية حماس في القدس إلى النفير العام والاحتشاد في ساحات المسجد الأقصى المبارك وفي شوارع البلدة القديمة، لتفويت الفرصة على القطعان الضالّة من المستوطنين بتحقيق مبتغاهم.. وليكن اليوم الثلاثاء يوم نفير ورباط نحو المسجد الأقصى، ويوم غضب وتحدٍ للمحتل”.
حركة فتح تدعو للتصدي
ودعت اللجنة المركزية لحركة فتح كوادرها “وجماهير شعبنا للتصدي لمسيرة المستوطنين، والوقوف صفا واحدا للدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية”.
وأكدت في بيان لها، أن القدس خط أحمر وأن لدى الشعب الفلسطيني الإرادة الصلبة والإصرار على مقاومة الاحتلال في القدس وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة وإفشال مخططاته الاستعمارية.
وأشارت إلى أن “شعبنا العظيم خاصة في القدس العاصمة يثبت في كل استحقاق وطني أنه عصي على الكسر ولن يرضخ لسياسة الأمر الواقع، وسيواصل صموده ومقاومته حتى يكنس عن أرض وطنه آخر جندي ومستوطن اسرائيلي”.
وتابعت، بأن الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وقطاع غزة والداخل والشتات سيهزم هؤلاء الفاشيين من اليمين الصهيوني العنصري.
المقاومة تتوعد
في وقت سابق، حذرت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الاحتلال الإسرائيلي، من المساس بالمسجد الأقصى المبارك.
وقال الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في تغريدة مقتضبة، أن كتائب القسام وقيادة المقاومة تتابع عن كثب ما يجري في القدس والمسجد الأقصى من محاولات استفزازية وعدوانية من المغتصبين وزعمائهم.
وتابع، بأن القسام “تحذر من مغبة المساس بالأقصى”.
وحذرت المقاومة الفلسطينية، من تصاعد الأوضاع في القدس المحتلة، وقالت كتائب القسام إنها تتابع التطورات هناك، وحذرت من مغبة المساس بالمسجد الأقصى.
فصائل المقاومة الفلسطينية، قالت: “إننا أمام إصرار الاحتلال على تنفيذ ما يُسمى بمسيرة الأعلام في القدس وسعيه لاستعادة جزء من هيبته التي مرغتها المقاومة في التراب خِلال معركة “سيف القدس”، ومع استمرار استفزازه لشعبنا وعدوانه على مدينة القدس، فإننا نؤكد أن القدس كانت ومازالت وستبقى عربية إسلامية وهي محور الصراع العربي الصهيوني ولن نسمح بتهويدها أو استمرار العدوان عليها، وعلى الاحتلال تحمل تداعيات تنفيذ مسيرة الأعلام واستمرار العدوان على القدس وأحيائها والأقصى وساحاته”.
ونوهت إلى أن “المقاومة فرضت معادلة ثابتة في معركة “سيف القدس” مفادها أن الاعتداء على الأقصى والقدس وأحيائها لن يمر مرور الكرام وأنها جاهزة لتقول كلمتها بالأفعال وليس بالأقوال”، مشددا على أهمية شد الرحال إلى الأقصى من أجل “التصدي لاقتحامات الاحتلال وتدنيسه لساحاته ومحاولاته فرض أمر واقع على شعبنا ولمجابهة مسيرة الأعلام”.
وطالبت فصائل المقاومة، الجميع في الضفة وغزة والخارج، بـ”المشاركة الحاشدة والفاعلة في مسيرات الغضب اليوم للتعبير عن رفضنا لهذا الاستفزاز والعدوان المتواصل على القدس والأقصى”.
ودعت الأمم المتحدة وكافة الأطراف الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار، إلى “تحمل مسؤولياتها والضغط على الاحتلال لوقف العدوان على القدس والأقصى قبل فوات الأوان”.
ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية، عن مصدر في المقاومة الفلسطينية قوله إن ثمة إجماعا بين فصائل غزة على عدم تمرير مسيرة الأعلام المقررة، وأن مسألة العودة إلى إطلاق النار ستكون مطروحة على الطاولة بشكل جدّي، في ظل عودة العدو إلى تفعيل مُسبّبات المواجهة السابقة.
شرطة الاحتلال تعزز قواتها
وأعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، تعزيز قواتها في مدينة القدس المحتلة، بالتزامن مع ما يسمى “مسيرة الأعلام”.
وقالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، إن شرطة الاحتلال ستنتشر في منطقة باب العامود، إلى جانب نشر عناصر سريين بلباس مدني لمنع أي مواجهات عنيفة بين المستوطنين والفلسطينيين الذين يستعدون لمواجهة المسيرة.
وسينتشر “حوالي ألفين من قوات الشرطة في محيط المسارات التي سيسلكها المشاركون تحسبا لاندلاع مواجهات مع الفلسطينيين، كما قررت الشرطة تعزيز قواتها في المدن المختلطة ومنطقة وادي عارة”.
جيش الاحتلال يتجهز لمواجهة
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن جيش الاحتلال نشر بطاريات إضافية لمنظومة “القبة الحديدية” للدفاعات الجوية، تحسبا لتجدد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
وأشار الموقع الإلكتروني لصحيفة “هآرتس” إلى رفع جهوزية جيش الاحتلال ورفع مستوى التأهب في صفوف قواته.
وذكر المراسل العسكري للقناة 13 الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لإمكانية “تجدد القتال في غزة”.
وأضاف أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أبلغ قادة الوحدات العسكرية بالاستعداد لاستئناف القتال في غزة على خلفية ما يسمى “مسيرة الأعلام”.
ونقل موقع “واللا” الإسرائيلي عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن الجيش سيحشد قوات إضافية في مناطق التماس في محيط مدينة القدس والضفة الغربية المحتلة، خشية من “عمليات شعبية” كردة فعل غاضبة على تنظيم “مسيرة الأعلام”، كما سيتم رفع “مستوى يقظة” منظومة الدفاع الجوي.
اختبار للحكومة الإسرائيلية الجديدة
واعتبرت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، أن تنفيذ تنظيم “مسيرة الأعلام” الاستفزازية في مدينة القدس المحتلة، هو الاختبار الأول للحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة زعيم حزب “يمينا” المتطرف نفتالي بينيت.
وصادق الكنيست الإسرائيلي مساء الأحد على الحكومة الجديدة، التي يتناوب على رئاستها نفتالي بينيت أولا، ومن ثم رئيس حزب “هناك مستقبل”، يائير لبيد، وبذلك تم إنهاء حقبة حكم بنيامين نتنياهو التي استمرت 12 عاما متواصلة.
وذكرت “يديعوت أحرنوت” في خبرها الرئيس اليوم الذي أعده جلعاد كوهن وآخرين، أنه “منذ اليوم ستضطر حكومة “بينيت-لبيد” لأن تتصدى للتحدي الأمني الأول لها؛ وهي “مسيرة الأعلام” التي ستجرى اليوم في البلدة القديمة بالقدس”.
وذكرت أنه “قبل لقاء التعارف الأول بين وزير الأمن الداخلي الوافد، والمفتش العام شبتاي، اضطر الرجلان لأن يعنيا بلغم دحرجته الحكومة المنصرفة (حكومة بنيامين نتنياهو) لعتبتهما”.
وكشفت “يديعوت” أن “حماس أرسلت برسالة لإسرائيل عبر الوسطاء من مصر والأمم المتحدة، حذرت فيها من رد عسكري على المسيرة، وهذا من شأنه أن يتطور لمعركة إقليمية”.
وبحسب الصحيفة، “هددت حماس، بأن مسيرات كهذه تؤدي إلى الانفجار، وأن طبيعة الرد لن تكون مختلفة عن الرد من غزة في حملة “سيف القدس”؛ أي النار الصاروخية”.
مخطط المسيرة
وصادق وزير ما يسمى الأمن الداخلي الإسرائيلي الجديد عومر بار ليف، مساء الاثنين، على القيام بـ”مسيرة الأعلام” الإسرائيلية اليوم في القدس المحتلة.
وزعم الوزير الجديد “بار ليف” بعد جلسة تقييم للوضع تمت مع المفتش العام للشرطة كوبي شبتاي ومسؤولين أمنيين آخرين، أن “القوات الإسرائيلية قادرة على الحفاظ على نسيج الحياة الرقيق وسلامة الجمهور”.
وجدد اليمين المتطرف دعوة جمهوره لما يسمى “مسيرة الأعلام” الثلاثاء، بحيث تبدأ الساعة الـ5:30 مساء، والتجمع والرقص بالأعلام الإسرائيلية عند باب العامود الساعة الـ6:30 مساء.
ومن المقرر أن تنطلق المسيرة الاستفزازية، من شارع “هنِفيئيم” باتجاه شارع السلطان سليمان وصولا إلى ساحة باب العامود، حيث سيقوم المستوطنون بحلقات رقص، ثم تتجه المسيرة إلى “ميدان تساهَل” عن طريق باب الخليل باتجاه حائط البراق.
وسيمر قسم من المشاركين في المسيرة الاستفزازية في الحي الإسلامي، وقسم آخر في الحي اليهودي.
واشنطن تحذر رعاياها
وفي السياق، أصدرت السفارة الأمريكية في القدس المحتلة، قرارا يمنع موظفيها من دخول البلدة القديمة، الثلاثاء، بالتزامن مع انطلاق “مسيرة الأعلام”.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية أنه “يمنع موظفو الحكومة الأمريكية وأفراد أسرهم من دخول البلدة القديمة، الثلاثاء”. وأوضحت أن “منع موظفينا جاء بسبب الدعوات إلى ‘مسيرة الأعلام‘ والمظاهرات المضادة المحتملة”.
وأضاف البيان: “لأن الحوادث الأمنية غالبا ما تحدث دون سابق إنذار، فإنه يُطلب من المواطنين الأمريكيين أن يظلوا يقظين وأن يتخذوا الخطوات المناسبة للحفاظ على أمنهم وسلامتهم”.