بعد هبوط الليرة التركية لمستويات قياسية .. رويترز: أردوغان يأمر بفتح تحقيق في أسباب التراجع
كشفت وكالة رويترز أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمر، السبت، بفتح تحقيق في تلاعب محتمل بالعملة بعد أن هبطت الليرة بشدة إلى مستويات قياسية منخفضة أمام الدولار، خلال الأسبوع الماضي.
ووفقا لوكالة الأناضول فإن أردوغان كلف مجلس الرقابة الحكومي، وهو جهاز تدقيق يرفع تقاريره إلى الرئاسة، بتحديد المؤسسات التي اشترت كميات كبيرة من العملات الأجنبية وتحديد ما إذا كان قد حدث أي تلاعب.
وكانت الليرة التركية قد تراجعت إلى مستويات قياسية منخفضة، الأسبوع الماضي، بعد أن تعهد أردوغان بالالتزام بسياسة خفض أسعار الفائدة.
فيما فقدت العملة التركية نحو 45% من قيمتها هذا العام، وسجلت نحو نصف تلك الخسائر خلال الأسبوعين الماضيين.
كانت الليرة قد انخفضت إلى 13.45 مقابل الدولار، بما يعادل 15%، في عمليات بيع تاريخيةٍ يوم الثلاثاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني، قبل أن تنتعش لاحقاً بعض الشيء.
في السياق ذاته، نوّه الرئيس التركي، الجمعة 26 نوفمبر/تشرين الثاني، إلى أنّ هدف حكومته هو الوقوف مع مستقبل المواطنين الأتراك وعملهم ولقمة عيشهم، متابعاً: “قيمة الفوائد (في البنوك) ستنخفض، لن ندع الفوائد تسحق شعبنا ومزارعينا”.
كذلك لفت أردوغان، في كلمة ألقاها بحفل افتتاح 96 مشروعاً في ولاية إزمير غربي البلاد، إلى أن بلاده أقدمت على “خطوات قطعت الطريق أمام المكائد التي كانت تُنصب للدول النامية، بزيادة التضخم عن طريق رفع الفائدة”.
حرب “الاستقلال الاقتصادي”
كان أردوغان قد أكد، الإثنين 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن بلاده ستخرج منتصرة من حرب “الاستقلال الاقتصادي” التي تخوضها في الفترة الحالية، موضحاً أنه لن يسمح بزيادات مفرطة في الأسعار.
أردوغان أوضح، في خطاب ألقاه عقب اجتماع للحكومة التركية بالمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، أن زيادة الأسعار الناتجة عن ارتفاع سعر الصرف لا تؤثر بشكل مباشر على الاستثمار والإنتاج والتوظيف، مؤكداً أن القدرة التنافسية في سعر الصرف تؤدي إلى زيادة الاستثمار والإنتاج والعمالة.
في حين أردف: “لن نسمح للانتهازيين الذين يرفعون أسعار السلع بشكل مفرط بذريعة ارتفاع سعر الصرف، وسنواصل الكفاح ضد هؤلاء”، منوهاً إلى أن هناك “مناورات تُحاك بشأن سعر الصرف وأسعار الفائدة”.
كورونا ومضاربات الدوائر العالمية
من جهته، أرجع رئيس فرع حزب “العدالة والتنمية” في إسطنبول، عثمان نوري كاباك تبه، تراجع سعر صرف الليرة رغم وجود مؤشرات على نمو الاقتصاد التركي بمعدل كبير وتراجع معدل البطالة وزيادة الصادرات، إلى تداعيات جائحة كورونا على العالم بأسره ومضاربات الدوائر المالية العالمية ضد تركيا.
إذ أضاف كاباك: “في الوقت الحالي، ترتبط هذه التقلبات اليومية في أسعار العملات الأجنبية بعلاقة مباشرة مع البيئة التي أوجدها الوباء، الذي تسبب في حدوث أزمة اقتصادية بجميع أنحاء العالم، وقد أثرت هذه الأزمة على كل من الأسواق المالية وخطوط الإنتاج والعمالة”.
أيضاً نوَّه المسؤول التركي إلى أن معدلات التضخم ارتفعت من 4 إلى 5 أضعاف في كل أنحاء العالم، وضمن ذلك الولايات المتحدة وأوروبا، وأن هناك دولاً شهدت زيادة في التضخم 10 أضعاف.
تجدر الإشارة إلى أن المفوضية الأوروبية رفعت سقف توقعاتها لنمو الاقتصاد التركي عام 2021 من 5.2 إلى 9%.
جاء ذلك في تقرير نشرته المفوضية، قبل أسبوع، حول توقعات النمو الاقتصادي الأوروبي لخريف 2021. كذلك، كشفت بيانات رسمية صادرة عن هيئة الإحصاء التركية، عن تراجع نسبة البطالة 0.4 نقطة، في الربع الثالث من العام الجاري، وذلك مقارنة بالربع الثاني من العام نفسه.