جباليا لم تُهزم.. وحماس تثبت صمودها في معركة لم تنته بعد
رئيس التحرير بمؤسسة فيميد، إبراهيم المدهون
أول أمس، وزع الاحتلال منشورات يدعي فيها السيطرة على جباليا، متوهمًا أنه حقق انتصارًا في هذا المخيم الصامد. إلا أن الواقع الميداني جاء ليفند هذه الادعاءات؛ ففي غضون ساعات قليلة، ردّت المقاومة بعمليات نوعية داخل المخيم ومحيطه، لتؤكد أن جباليا لم تُهزم ولن تُهزم، وأن الصمود المتجذر في الأرض الفلسطينية لا يمكن كسره.
في يوم واحد، نفذت المقاومة سلسلة من العمليات الحاسمة، ففجّرت منزلاً كان يتحصن به جنود الاحتلال، وأوقعتهم بين قتيل وجريح. كما استهدفت قوة راجلة بقذائف مضادة للأفراد، وقنصت جنديًا في نقطة تمركز، ثم اقتحمت منزلًا كان يتحصن فيه جنود آخرون، وأجهزت على سبعة منهم عن قرب. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ فقد استهدفت دبابة ميركافا ودمّرتها بطاقمها، واغتنمت أسلحة الجنود، وضربت جرافة للعدو. هذه العمليات لم تكن مجرد رد، بل رسائل قوية تؤكد أن المقاومة حاضرة، وتزداد صلابة يومًا بعد يوم.
إن حماس، التي تقود مسيرة المقاومة الفلسطينية، لم تُهزم ولن تُهزم في هذه الحرب مهما اشتد العدوان وطالت أيام الحصار. شعبنا الفلسطيني، الذي يرزح تحت وطأة القصف والحصار منذ أكثر من عام، لم يعرف اليأس يومًا، ولم تفتر عزيمته رغم الأوجاع. كيف لشعب عاش الجوع والبرد والموت تحت الحصار، وحُرم من أبسط وسائل الحياة والدواء، أن يُهزم اليوم؟
أهل غزة، الذين يعيشون بلا دواء ولا مأوى ولا كهرباء، هم اليوم رمز للمقاومة وعنوان الصمود أمام آلة الحرب المتغطرسة. هؤلاء الناس، بصبرهم وثباتهم، يكتبون اليوم صفحات من العزة والكرامة، متمسكون بحقوقهم، ومتشبثون بحريتهم.
ما يجري اليوم ليس إلا فصلًا من قصة صمود طويلة، عنوانها الكرامة والنضال، ونهايتها ستكون انتصار الشعب الفلسطيني الذي يؤمن بحقه في العيش بكرامة. وما هو قادم سيكون أعظم، فالمعركة التي لم تنته بعد سيكتب الشعب الفلسطيني فصولها القادمة بثباته وإيمانه، وسينتصر.