طلاب فلسطينيون في تركيا قلقون على حياة أسرهم في غزة
أعرب طلاب فلسطينيون يدرسون في جامعات تركية، عن شعورهم بقلق بالغ على حياة أسرهم التي تتعرض لهجمات إسرائيلية، مشددين على أن مقاومة الشباب الفلسطيني ستستمر حتى انتهاء الاحتلال.
وتتعرض الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة لهجمات جوية إسرائيلية منذ 10 مايو/ أيار الجاري، راح ضحيتها 218 شهيدا، بينهم 61 طفلا و36 سيدة، إضافة إلى 1442 جريحا، فيما بلغ عدد شهداء الضفة الغربية ومن ضمنها القدس 24 ومئات الجرحى منذ 7 مايو، وفق بيان لوزارة الصحة الفلسطينية.
ولفت طلاب فلسطينيون يدرسون في تركيا للأناضول، أنهم لا يستطيعون التواصل مع عائلاتهم بسبب انقطاع خطوط الاتصال في قطاع غزّة، وأنهم يتابعون ما يحدث في القطاع عبر المحطات التلفزيونية.
وقالت طالبة الدكتوراه الفلسطينية في جامعة التاسع من أيلول التركية، مريم جمال غنيم، إنها جاءت إلى تركيا من قطاع غزة لمواصلة دراساتها العليا.
وأشارت إلى صعوبة العيش بعيدًا عن بلدها وعائلتها لاسيما عندما تكون غزة تحت القصف، وقالت إنها تشعر بالقلق على مصير عائلتها وأقاربها وأصدقائها.
وأعربت عن اعتقادها بأن الولادة والعيش في بلد تحت الاحتلال والحرب يولد شعورًا لا يوصف من الحزن والقلق، وقالت: أنا حاليًا في تركيا أعيش بأمان، لكن عائلتي وأصدقائي وأقاربي يتعرضون للقصف ولا أستطيع غالبًا التواصل معهم بسبب قطع إسرائيل لخطوط الاتصالات. أخشى أن أفقد عائلتي وبيتي الذي يحتوي على ذكريات الطفولة والشباب.
وأوضحت غنيم أنه ووفق معلومات تلقتها من عائلتها وأصدقائها في غزّة، فإن مشكلة الكهرباء والماء والغذاء في القطاع تحولت إلى أزمة حقيقية، وبأن “إسرائيل” عزلت القطاع عن العالم.
وذكرت أن مقار المؤسسات الإعلامية التي تنقل ما يجري في غزة للرأي العام العالمي تعرضت للقصف والتدمير من قبل “إسرائيل”، التي تعمل بالوقت نفسه على إخفاء صوت الشعب الفلسطيني والترويج لسيناريوهات مفبركة عبر وسائل إعلام دولية.
وتابعت: تحاصر سلطات الاحتلال غزة وتقتل شعبنا منذ سنوات، ناهيكم عن الأوضاع الصحية السيئة التي يعاني منها الرضع والأطفال وكبار السن. لا يمكننا في غزة حتى الذهاب إلى السوق، لأن قنابل الاحتلال الإسرائيلي قد تنهمر فوق رؤوسنا في أي لحظة.
بدوره، قال الغزي زايد إسلام، وهو طالب في السنة الرابعة بكلية الإعلام بجامعة أنقرة، إن الأحداث تفجرت في القدس، إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية في حي “الشيخ جراح” (وسط) وتسليمها لمستوطنين، وداهم مستوطنون متطرفون المسجد الأقصى.
وذكر إسلام أن جيش الاحتلال الإسرائيلي رد على الفلسطينيين بشن حربٍ دموية على المدنيين في غزة على مسمع ومرأى العالم، وقال: المقاومة الفلسطينية ستنجح في نهاية المطاف وستتحرر الأراضي الفلسطينية من الاحتلال.
وأضاف أن “إسرائيل تقصف المدن وتقتل الأبرياء بما في ذلك الأطفال والنساء، ومهما فعلت فلن تكون قادرة على كسر شوكة المقاومة الفلسطينية”.
ولفت الى أنه يشعر بالقلق على سلامة أسرته في غزّة، وتابع: عندما يمكنني إجراء اتصال هاتفي مع عائلتي وأصدقائي، أسمع أصوات الانفجارات الجارية في القطاع واحدة تلو أخرى.
– الهجمات الحالية ليست عادية بل حرب مفتوحة
من جهتها، قالت الفلسطينية المقدسية مرال عمر حمد، الطالبة في قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة بوغاز ايجي (البوسفور) التركية، إن إسرائيل تقصف بوحشية التجمعات المدنية في غزة.
وقالت: طائرات جيش الاحتلال تقصف مدننا منذ سنوات. غزة تحت الحصار منذ سنوات. هذا شيء معروف وغير مفاجئ، لكن هذه المرة ما يجري ليس هجومًا عاديًا، بل حرب مفتوحة على القطاع.
وتابعت القول: جيش الاحتلال ينتهك قواعد الحرب الدولية وحقوق الإنسان وترتكب جريمة حرب في غزّة على مرأى ومسمع العالم كله. فيما يقف العالم مكتوف الأيدي، يتقاعس حتى عن نشر رسالة إدانة ضد إسرائيل.
وذكرت حمد أن الاحتلال هو الطرف الذي أشعل فتيل الحرب وما يقوم به الفلسطينيون هو دفاع عن النفس، وأن الهجمات التي يشهدها القطاع تخدم المصالح السياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي هُزم في الانتخابات الإسرائيلية ولم يتمكن من تشكيل حكومة.
وختمت حمد بالإشارة أن جرائم القتل التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلية في الضفة الغربية وغزة، وصلت إلى مستويات لا يمكن تصورها، مؤكدة أن الشباب الفلسطيني لن يتعب أبدا وسوف يواصل مقاومة الاعتداءات الإسرائيلية.