غارات ليلية عنيفة على رفح.. استشهاد 16 فلسطينيا وجرح العشرات رغم قرارات “العدل الدولية”
استشهد 16 فلسطينيا وجرح آخرون، فجر الثلاثاء، في غارات مكثفة للاحتلال الإسرائيلي على رفح جنوبي قطاع غزة، بالتزامن مع توسيع التوغل البري غربي المدينة لتسيطر على ثلثي محور فيلادلفيا وتقترب من فصل حدود القطاع جغرافيا عن مصر، رغم أوامر محكمة العدل الدولية بالوقف الفوري للهجوم.
وأفادت مصادر طبية في المستشفى الإماراتي غرب رفح للأناضول، بأن 16 فلسطينيا استشهدوا وأصيب عشرات آخرون خلال ليلة عنيفة من القصف على وسط مدينة رفح وغربها.
وأضافت المصادر ذاتها أن 7 من الشهداء وعددا من الجرحى سقطوا في قصف استهدف مجددا خيام النازحين في منطقة البركسات بحي تل السلطان شمال غربي رفح.
ومساء الأحد، استشهد 45 فلسطينيا وأصيب العشرات، أغلبهم أطفال ونساء، في قصف عنيف من طائرات الاحتلال استهدف خيام نازحين في المنطقة ذاتها، رغم أنها كانت ضمن المناطق التي زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنها آمنة ويمكن النزوح إليها.
** محاصرة طواقم طبية
بدوره، قالت مصادر صحفية: إن القصف الإسرائيلي استهدف منازل وسط وغرب مدينة رفح، وخياما للنازحين في منطقة تل السلطان (غرب رفح) لليوم الثاني على التوالي، إضافة إلى مناطق متفرقة في المدينة.
وأضاف أن الإصابات لا تزال تصل إلى المستشفى الإماراتي بالمدينة، جراء إطلاق النيران والقذائف المدفعية تجاه المنازل في الحي السعودي وحي تل السلطان غرب رفح.
ونقل المراسل عن شهود عيان قولهم إن مدفعية الاحتلال قصفت مآذن عدة مساجد في حيي السعودي وتل السلطان.
كما قصفت مبنى المستشفى الإندونيسي في تل السلطان، ما أدى إلى محاصرة طواقم طبية ومرضى داخل عيادة الحي والمستشفى.
وبحسب الشهود، فإن جيش الاحتلال يواصل منذ ساعات قصفا مدفعيا عنيفا على مناطق غربي مدينة رفح، فيما تمركزت الدبابات فوق تل زعرب وأرض أبو سمهدانة خلف مركز شرطة السلطان.
ومع بزوغ فجر اليوم، بدأت مئات العائلات النزوح من المناطق الغربية لمدينة رفح، فيما أجبر القصف العنيف عائلات عدة على النزوح حفاة من منازلهم في ساعات الليل.
وأوضحت مصادر محلية: أن النازحين الجدد من مدينة رفح توجهوا إلى منطقة المواصي غربا، فيما شوهدت أعداد قليلة من المركبات تقل النازحين وبعض ممتلكاتهم، في ظل نقص وقود شديد.
** توغل مفاجئ
ونقلت المصادر عن شهود عيان قولهم إن آليات الاحتلال العسكرية وسعت توغلها بشكل مفاجئ في رفح تحت غطاء ناري كثيف، لمسافة نحو 2.5 كيلومتر وصولا إلى منطقة “تل زعرب” غربي المدينة، على بعد 3 كيلو مترات فقط من شاطئ البحر.
وبذلك يكون جيش الاحتلال الإسرائيلي قد سيطر على ثلثي محور فيلادلفيا عند الحدود بين غزة ومصر، وتقترب من فصل القطاع جغرافيا عن الأراضي المصرية.
يأتي هذا التصعيد “الإسرائيلي” رغم أمر محكمة العدل الدولية، الجمعة، بأن “توقف فورا هجومها على رفح”، و”تحافظ على فتح معبر رفح لتسهيل إدخال المساعدات لغزة”، و”تقدم تقريرا للمحكمة خلال شهر عن الخطوات التي اتخذتها” في هذا الصدد.
وجاءت هذه التدابير الجديدة من المحكمة، التي تعد أعلى هيئة قضائية بالأمم المتحدة، استجابة لطلب من جنوب إفريقيا ضمن دعوى شاملة رفعها بريتوريا نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2023، وتتهم فيها تل أبيب بـ”ارتكاب جرائم إبادة جماعية” في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 117 ألف فلسطيني بين شهيداوجريح معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه متجاهلا قرارا من مجلس الأمن يطالبه بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل تطالبه بوقف هجومه على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، و”تحسين الوضع الإنساني” بغزة.