غزة .. مهرجان شعبي لكسر الحصار وسط استنفار للاحتلال
تنظم الفصائل الفلسطينية اليوم الأربعاء، مهرجانا جماهيريا شعبيا كبيرا، ضمن الفعاليات والتحرك الشعبي السلمي للمطالبة بكسر الحصار على قطاع غزة.
ودعت الفصائل في القطاع، الشعب الفلسطيني للمشاركة في المهرجان الشعبي السلمي بعنوان “سيف القدس لن يغمد”، اليوم بعد صلاة العصر مباشرة، على أرض مخيم العودة شرق خانيونس.
كسر الحصار
وعن هدف ورسالة المهرجان الجماهيري قرب السلك الفاصل، أوضح محمود خلف، منسق لجنة الفعاليات في القوى الوطنية والإسلامية، عضو اللجنة المركزية بالجبهة الديمقراطية، أن “المهرجان الذي يعقد شرق خانيونس، يأتي في سياق التحرك الشعبي الجماهيري السلمي للمطالبة بكسر الحصار عن القطاع وإدخال كل المواد اللازمة وتحديدا مواد الإعمار والاحتياجات الضرورية لإعادة بناء الاقتصاد الفلسطيني”.
وأضاف”: “تأتي هذه التحركات من القوى والفصائل للضغط على الاحتلال من أجل رفع الحصار عن القطاع، ومن جانب آخر، رفع اليد الثقيلة التي يضعها الاحتلال على الضفة الغربية والقدس”.
ونوه خلف، إلى أن “اختيار مكان تنظيم المهرجان، جاء لأنه يقع قرب الأراضي المحتلة عام 1948، ومن أجل نقل رسالة لكل العالم ولكل من يهمه الأمر؛ أن ما يمارس من سياسات احتلالية ضد غزة والضفة والقدس، يولد حالة ضغط، يمكن أن تنفجر في وجه الاحتلال”.
وأكد أنه “لا يمكن أن يفرض على أهلنا وشعبنا في القطاع سياسية الأمر الواقع، أو أن يتأقلم مع ما هو موجود من سياسات تفرض من قبل الاحتلال”، مشددا على أنه “من حق الشعب الفلسطيني أن يعيش بحرية وكرامة”.
وذكر منسق لجنة الفعاليات، أن “سياسات الاحتلال تخنق القطاع، وتسعى إلى إفقاره وإبقاء القطاع تحت الضغط والوضع الاقتصادي المتردي، وهذا الحال لا يمكن له أن يستمر”.
ونبه القيادي، إلى أنه “في حال لم يكن هناك تدخل من الراعي المصري والأمم المتحدة والجهات المعنية، فإن الأمور مرشحة لمزيد من التصعيد، والاحتلال وحده من يتحمل مسؤولية ما يمكن أن يترتب على هذه السياسات التي يتبعها ضد قطاع غزة والضفة الغربية والقدس”.
التصعيد مستمر
جدير بالذكر، أن هذه هي الفعالية الشعبية الكبيرة الثانية التي تنظمها الفصائل ضمن برنامج الفعاليات الشعبية التي أقرت للضغط على الاحتلال، والتي تأتي أيضا بالتزامن مع استمرار إطلاق البالونات الحارقة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية القريبة من القطاع، والتي أدت بحسب الإعلام العبري إلى اندلاع العديد من الحرائق.
وفي ختام اجتماعها الدوري أمس، حملت فصائل المقاومة الفلسطينية “الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات عدوانه على القدس والأقصى واستمرار حصاره لقطاع غزة وسياسة الابتزاز والمماطلة التي يمارسها تعطيل الإعمار”، مؤكدة أن “هذه السياسة لن تفلح في محاولات عزل غزة عن القضايا الوطنية الكبرى”.
وشددت في بيان لها اطلعت فيميد على نسخة عنه، على أن “الاحتلال لا يردع إلا بالمقاومة والانتفاضة والمزيد من الاشتباك”، داعية إلى مواصلة “فعاليات الغضب الشعبي العارم في كافة ساحات ومدن الضفة، وإلى مشاركة الجماهير في مهرجان اليوم بخانيونس”.
وفي ما يتعلق بالاحتلال، أكدت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، أنه “بعد تقييم الوضع، قرر الجيش الإسرائيلي تعزيز قواته في قطاع غزة، كجزء من الاستعدادات لمزيد من الاضطرابات قرب الجدار الفاصل مع قطاع غزة”، منوهة إلى أن “قوات الجيش الإسرائيلي ستتصرف بحزم في مواجهة المظاهرات قرب السياج الفاصل”.
وسبق أن أكد جيش الاحتلال إصابة قناص إسرائيلي خلال المواجهات التي وقعت قرب السلك الفاصل شرق غزة عصر السبت الماضي، واصفا إصابته بـ”الحرجة”.
ويعاني قطاع غزة المحاصر للعام الـ15 على التوالي، ويعيش فيه أكثر من مليوني فلسطيني، من تردي الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والمعيشية جراء حصار الاحتلال المتواصل والمشدد، ومما ساهم في زيادة معاناة أهالي القطاع العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استمر 11 يوما.
وأعلنت الفصائل الفلسطينية في غزة، عن نيتها مواصلة الضغط على الاحتلال، من خلال فعاليات شعبية متنوعة، حتى يتم رفع الحصار المفروض على غزة منذ 15 عاما.
وخلال المواجهات الشعبية التي وقعت قرب السلك الفاصل السبت الماضي، أصيب 41 فلسطينيا بجراح مختلفة جراء إطلاق النار عليهم من قبل جيش الاحتلال شرق مدينة غزة مساء السبت، بينهم 22 طفلا، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها وصل فيميد نسخة عنه.
وذكرت الصحة، أن “من بين الإصابات حالتان حرجتان و35 حالة متوسطة وأربع إصابات طفيفة”، موضحة أن “من بين الإصابات 27 إصابة في الأطراف السفلية، واثنتان بالأطراف العلوية، واثنتان في البطن والظهر، وأربع في الرأس والرقية وست إصابات في مناطق متفرقة من الجسم”.