فيلم أميرة : محاولة لطعن خاصرة الأسرى الفلسطينيين
توطئة:
أقامت وحدة الاعلام العربي في المؤسسة الفلسطينية للإعلام ورشة عمل، حول فيلم أميرة، عبر مجموعتها على واتس آب، وهو فيلم يسلط الضوء على قصة فتاة اسمها “أميرة”، ولدت عبر نطفة مهربة لوالدها القابع في سجن “مجدو” الإسرائيلي، لتُفاجأ في وقت لاحق أن هذه النطفة تعود لضابط إسرائيلي مسؤول عن التهريب من داخل السجن، قام باستبدال العينة قبل تسليمها للعائلة. صناع الفيلم، قالوا إن اختيار الحبكة الدرامية الخاصة بتغيير النطف جاء ليطرح سؤال وجودي فلسفي حول جوهر معتقد الانسان وهل سيختار نفس اختياراته لو ولد كشخص آخر؟!.
الورشة استضافت كلًا من المخرجين نورس أبو صالح، والمخرج الفلسطيني أشرف المشهراوي، وكذلك نقيب الفنانين الأردنيين حسن الخطيب، والآراء في مجملها أجمعت على التالي:
• الضجة المثارة حول الفيلم، هي ضجة مبررة سيما وهي تتكلم عن شريحة مهمة في نضال شعبنا الفلسطيني وهي شريحة الاسرى وأن يتم تناولها بشيء من التشكيك، مثير للغضب بالفعل بغض النظر عن التبريرات الدرامية، لأن هناك نتيجة عامة تخرج تقول “هناك تشكيك في تهريب النطف” سيما وأن لدينا الآن أكثر من 100 طفل فلسطيني نتيجة تهريب النطف البشرية هذه.
• هذا التشكيك قد يؤثر على الاسر والأطفال الذين أتوا بهذه الطريقة، وقد يخلق صراع مجتمعي نفسي بين أهالي الاسرى، ومن يلزمهم، ولا يمكن الانتظار حتى نشاهد الفيلم، لأن الأمر هذا يمس قضية رمزية هامة ولا يمكن لقضية كهذه ان تنتظر.
• لم يكن لدى الجمهور مشكلة مع الفيلم ككل، المشكلة كانت في هذه النقطة المفصلية وهي قضية (النفط المهربة) ولو تأني صناع الفيلم، وبحثوا قليلًا لوجدوا أن تهريب النطف تخضع بالفعل لمزيد من القواعد الصلبة والتي يمكن اختبارها والتأكد منها ولا يتم الأمر بهذا الشكل العبثي.
• من حق المخرج أن يكون له مساحة من الخيال، وصنع مشاهد جاذبة، للجمهور وتعقيد ما يمكن، ولكن هذا ليس على إطلاقه، ففي قضايا لها حساسية مفرطة، وتؤذي أصحابها، وأي كلمة لها آثار قد تكون تدميرية على فئة من الناس مثل فئة من الاسرى وهذا بالفعل ما كان يمكن أن يحدث. هناك مسؤولية اجتماعية يجب أن تكون في الحسبان، فهل يمكن أن اصنع فيلم ابرر لظالم أو ديكتاتور قتل شعبه أو التعذيب في السجون أو الاغتصاب والخ.
• الفرضية التي استند لها الفيلم هي بالأساس خاطئة ولا وجود لها، ولا يمكن أن تكون، الفيلم استند إلى أن النطفة المهربة تمت عن طريق ضابط إسرائيلي يعمل في التهريب، وهذا الأمر غير موجود من أصله، وبالتالي هذه الفرضية من أساسها خاطئة، ولا يمكن أن يكون محور الفيلم هذا وأن يكون هذا الأصل والباقي الاستثناء، الفرضية المنطقية هي صعوبة الحصول على النطفة وليس استبدالها.
• عن هذا الموضوع، لدى المخرج (أشرف المشهراوي) فيلم يسمى تهريب الحياة وفيه تتبع حالات من الضفة وغزة لزوجات الاسرى بدءً من تهريب النطف إلى حالات الولادة وشكل إضافة نوعية لطرق مقاومة الاحتلال.
• ينقص صناع الأفلام الفلسطينية المدافعة عن القضية، وبشكل أساسي؛ التمويل، ووجود مؤسسات داعمة لإنتاجه، صاحبة رؤية استراتيجية داعمة للقضايا الفلسطينية. لا ينقص الأفكار أو كتابة السيناريو، والقصص، ولكن ما ينقص هو التمويل.
• من الضروري أن يكون صناعة الأفلام في لب الاستراتيجية، ومن أحد الأهداف الكبرى لدينا كفاعلين في العمل الوطني الفلسطيني.
• إيقاف عرض الفيلم، مرده بالفعل الى الاستجابة لضغوط الجماهير وكذلك نفترض حسن النية، في المخرج محمد دياب، ويمكن افتراض حسن النية بعدم تقدير مثل هذه القضية، وأنه فيلم عادي يمكن أن يكون لخيال المخرج والكاتب ما يريد.
مشاركة نقيب الفنانين الأردنيين | حسن الخطيب:
• نقابة الفنانين هي في صف القضية الفلسطينية، ونرفض ما جاء بالفيلم سواء بالتلميح أو بالأداء، وهو يتنافى مع القواعد العامة لموضوع الأسير وما يدور بآلية نقل النطف المهربة، وهناك مغالطات في هذا الفيلم، في تفاصيل نقل النطف والخ.
• ليس للنقابة علاقة بالفيلم لا من قريب ولا من بعيد، والهيئة الملكية للأفلام ذات العلاقة. ونحن في النقابة نؤكد مرة أخرى هكذا تشوهات في القضية الفلسطينية بشكل عام وقضية الاسرى بشكل خاص.
• هذا نراه شيء من التطبيع مع العدو الإسرائيلي والنقابة ترفض تمامًا هذا الأمر، ونرى أن التطبيع خطيئة لا تغتفر.
• سنشكل لجنة من ذوي الخبرة والكفاءة والثقة، وليس من مجلس النقابة، وسيتم تزويدنا بتقرير نتخذ من خلاله القرار النهائي، والتعامل مع الفيلم من عدمه.
الخلاصة:
• ترى فيميد أن مثل هذه الأفلام تضر بالقضية الفلسطينية، ولكن لا يجب التوقف عند هذا الحد، بل من الضروري توفير البديل القوي والنافذ، ولا ينقص شعبنا المهارات اللازمة لذلك.
• مثل هذه الموضوعات يجب عدم طرحها للنقاش أو اثارتها وابقائها في رفعة ومنزلة لا يمكن التشكيك بها وسد هذا الباب أولى وأفضل من أي منفعة يمكن أن تجلبها إثارة هذه الموضوعات، وعليه؛ من الضروري المسارعة لسد هذه الفجوة، وألا ننتظر أي من الأيادي (غير البريئة) على أقل تقدير أن تقوم بصناعة أفلام تتحدث عن القضية الفلسطينية.
• إن صناعة مثل هذه الأفلام القوية، لا يكفي، بل الهدف هو المنافسة في الساحات الكبرى والمهرجانات العالمية مثل (كان والاوسكار وغيرها).
• بناء علاقات مع المخرجين العرب ذوي الوصول الكبير هو أولوية هامة، حتى نخرج من بوابة مخاطبة النفس إلى مستوى مخاطبة الآخر بل والتأثير في قناعاته.