ماكرون ارتكب جريمة وتبريراته غير مقنعة وعليه الاعتذار
مجرد ظهور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في لقاء حواري خاص على قناة الجزيرة ..دليل على خسارته معركة وعلى اضطراره للظهور شارحا ومفسرا لمواقفه.
أعتقد ان مكتب ماكرون هو الذي طلب الظهور عبر قناة الجزيرة..القناة الاكثر حضورا في العالم العربي والاكثر اهتماما من جميع المتابعين والمهتمين. بعدما غرقت فرنسا في ردود الفعل الغاضبة وتعرضت لخسارة كبيرة..
ماكرون حاول في هذا الحوار ان يقدم تبريرات للمواقف التي اتخذها مؤخرا والتي دعمت الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي نشرتها صحيفة ( شارل ايبدو ) ..
حاول ماكرون تقديم رؤيته للعلمانية وللتعبير الحر ولحرية الرأي واحترامه للاديان.
وألقى التهمة على التفسيرات السيئة لتصريحاته..
وكأن كل العالم تآمر على ماكرون لتحريف الوقائع.
ماكرون مجددا وقع في الخطأ..او الخطيئة..
لقد نسي ماكرون ان تصريحاته المؤيدة للرسوم كانت تصريحات متواصلة ومكثفة ومتكاملة ومتناسقة..وجاءت امتدادا لتصريحات كثيرة ضد الاسلام وممارسات ميدانية ضد الحركات الاسلامية..خاصة في منطقتنا..
لم تكن تصريحات ماكرون ضد النبي والاسلام والمسلمين مبتورة او عابرة.
لقد كرس ماكرون الكثير من خطاباته لمهاجمة الاسلام والنيل من المسلمين.
في 2 أكتوبر/ تشرين الاول الماضي القى ماكرون خطابا مكتوبا هاجم فيه الاسلام وقال ان الاسلام في ازمة..وقدم رؤية سياسية لمحاصرة العمل الإسلامي في فرنسا ولتطويق عمل المؤسسات الاسلامية وتقييد حركة الرموز الإسلامية.
خطابات ماكرون ضد الاسلام تكاملت مع رؤيته لاستعادة مكانة فرنسا ودورها.
فرنسا خسرت عدة معارك مؤخرا وتراجع دورها السياسي والثقافي..وما يحدث في ليبيا وشرق المتوسط ولبنان دليل على ذلك.
ماكرون يحاول استعادة المجد الفرنسي من خلال المعزوفة الدائمة التي يجيدها الغرب : مهاجمة الاسلام وتخويف المجتمعات الغربية من المسلمين وادخال الرعب في قلب كل مواطن..
انها الوقود المطلوب لادامة السيطرة الثقافية التي تتراجع والعدة المطلوبة لضمان تفوق الغرب..
لقد سقط ماكرون في حفرة واضطر للخروج منها عبر قناة الجزيرة.
العالم الإسلامي هب مدافعا عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم..
الشعوب ذهبت لمقاطعة المنتجات الفرنسية..
الاسلاميون تماسكوا وصمدوا في وجه هذا الهجوم على دينهم وحضارتهم.
مواقف بعض الحكومات كانت مقبولة الى حد ما رغم الملاحظات على الاداء الرسمي العربي..للاسف..
مواقف وتحركات جيدة اجبرت ماكرون على الانتقال إلى موقع الدفاع مبررا ومفسرا وشارحا..متهما مضللين تعمدوا تحوير كلامه ومواقفه.
مثل اي ديكتاتور آخر..
يعرف عن ماكرون ان يجيد الكلام..لكن صار يعرف عنه انه ضاحل الفكر مراهق في السياسة.
صحيفة ( شارل ايبدو ) مجرمة ومخطئة لانها اساءت للنبي الأكرم..
لكن ماكرون قام بتوفير الدعم السياسي لهذه الجريمة وغطى هذا الاعتداء على رسولنا محمد وبرره واعطاه الابعاد السياسية والثقافية والرسمية..
متجاهلا حقوق المسلمين وكرامتهم..ضاربا عرض الحائط بحريتهم مسهلا لأسلوب الاعتداء عليهم والنيل من رسول الانسانية الذي يحترم العالم تعاليمه وافكاره..
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رئيس دولة وليس وزيرا وليس زعيما حزبيا حتى تعطى المبررات للاعتداء عليه والنيل من صورته.
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول للعالم ونبي للانسانية و مصلح لهذا الكون..
لقد اثبت المسلمون لماكرون ان الاسلام ليس في ازمة..
الازمات تحيط بماكرون وثقافته من جميع الاتجاهات.
واجبنا كمسلمين ان نتمسك بديننا وندافع عن رسولنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وليذهب ماكرون وثقافته الى الجحيم..المطلوب منه الاعتذار..