ميادين إسطنبول تزدحم بالسياحة الوافدة بعد عام جاف
تزدحم ميادين وشوارع مدينة إسطنبول الرئيسية بالسياح والزوار القادمين من كل أنحاء العالم، ومن داخل تركيا، مع أشهر الصيف والموسم السياحي المتواصل في المدينة العريقة.
أعداد كبيرة من السياح يتجولون يوميا في أبرز الأماكن الحيوية في مدينة إسطنبول، سواء من الزائرين من بقية المدن التركية أو الوافدين من خارج البلاد.
وبعد أن بدأ الموسم السياحي مطلع يوليو/تموز الماضي ورفع الحظر، تدفقت مجموعات من السياحة الوافدة إلى تركيا، وسط تشديد السلطات للإجراءات الصحية.
وتتم عمليات السياحة وفق الحفاظ على التباعد الاجتماعي المطلوب، وارتداء الكمامات بشكل متواصل، والتعقيم المستمر، وهو ما يمكن رؤيته في مختلف الميادين والساحات.
ميدان السلطان أحمد
ميدان السلطان أحمد الشهير في إسطنبول، القلب النابض، والمتحف التاريخي المكشوف، يشهد انعكاس تعافي السياحة في تركيا، مع توافد السياح بشكل مكثف إلى الميدان.
ومن النادر أن يغادر الزائر إسطنبول دون زيارة منطقة “السلطان أحمد”، التي تحتضن مناطق أثرية عديدة، ويشعر كأنه يتجول في متاحف مكشوفة.
تعد “السلطان أحمد” قبلة أبناء المدينة، ومقصد عموم الأتراك، والوجهة الأولى لكل سائح، فهي منطقة تأخذ الجميع من كل الأعمار والأعراق والأديان، في رحلة عبر التاريخ.
وتقع المنطقة على أولى تلال إسطنبول السبع، وشهدت حضارات ودولا عريقة، وتحمل آثار 3 إمبراطوريات مزجت بين الحضارة والتاريخ والعمارة، ما يجعلها مركزا لتلاقي الثقافات والحضارات والأديان.
أماكن هامة
وتضم المنطقة جامع السلطان أحمد الذي بني قبالة “آيا صوفيا”، وتم بدء العمل في إنشائه عام 1609 في زمن السلطان أحمد الأول (حكم بين 1603 و1617)، وافتتح عام 1616، واستكمل في 1619.
ويتخذ مسجد آيا صوفيا مكانا له في المنطقة أيضا، حيث أنشئ على شكل كنيسة، وبعد الفتح العثماني لإسطنبول عام 1453 وحتى 1935 استخدم جامعا، وبعد هذا التاريخ تحول إلى متحف، ليعود العام الماضي لاستخدامه للعبادة.
المنطقة تضم أيضا متحف الآثار، الذي يعتبر من أهم المتاحف التاريخية القديمة في تركيا، وتم التأسيس لبنائه عام 1846، ويضم تماثيل تعود للقرن الخامس قبل الميلاد، ومجموعة من الآثار الأخرى.
كما تضم قصر طوب قابي الذي كان مقر إقامة سلاطين الدولة العثمانية لأربعة قرون، في نقطة تشرف على البوسفور وخليج القرن الذهبي، وبني بين 1459 و1465، من قبل السلطان محمد الفاتح وكان مقر إقامته.
أما القصر الغارق فهو خزان مياه إسطنبول الأثري، بناه الإمبراطور البيزنطي جستنيان عام 542، ويطلق عليه السكان “القصر الغارق” لفخامته؛ حيث يضم عددا كبيرا من الأعمدة الرخامية.
المنطقة الشهيرة تضم حديقة غولهانة العثمانية التي تمتد على مساحة 100 ألف متر مربع بجوار قصر “طوب قابي”، وتحتفظ بأسوار عتيقة، أنشأها السلطان محمد الفاتح.
تقسيم.. التاريخ والتسوق
أما ميدان “تقسيم” أشهر مقصد سياحي في مدينة إسطنبول التركية، فقد استحق أن يكون قلب المدينة النابض بالحياة من خلال مزجه بين الأصالة والتاريخ، والثقافة والمعاصرة.
ومع افتتاح مسجد تقسيم وسط إسطنبول مؤخرا، واقتراب افتتاح مركز “أتاتورك الثقافي”، وتجاور البناءين مع كنيسة “آيا تريادة”، باتت منطقة تقسيم تجسد تعانق الأديان وتلاقي الثقافات.
ويعتبر الميدان إضافة لما سبق من مميزات دينية وروحية وثقافية، مع الحركة السياحية والتجارية الكبيرة فيه، أحد أهم الوجهات المتميزة في مدينة إسطنبول وتركيا، ولا بد أن يقصدها زائرو المدينة من داخل تركيا وخارجها.
وتحظى منطقة تقسيم بأهمية ومكانة كبيرة، فقد كانت قديما منطقة لتوزيع (تقسيم) المياه على أحياء ومناطق المدينة، ومن هنا جاء الاسم، كما كانت تقع بالقرب منها ثكنة عسكرية عثمانية.
حاليا، بات ميدان تقسيم، قلب إسطنبول النابض، مكانا هاما يقصده الزائرون والسياح، حيث يجدون فيه التاريخ القديم ممتزجا بالثقافة المعاصرة.
سواحل أمينونو
كما أن ساحل منطقة أمينونو، يشهد كثافة وازدحاما بالزائرين حيث تجتمع متعة التسوق مع سحر الإطلالة.
بوسائل مواصلات متنوعة، برا وبحرا، يتوافد على المنطقة يوميا عشرات الآلاف من السياح الأتراك والأجانب، وعبر المراكب التي تربط شطري المدينة.
وتتعدد أهداف هؤلاء، فمنهم من يأتي للتسوق من أسواقها التاريخية المتنوعة، ومنهم من يريد الاستمتاع بالمشهد الساحر، وآخرون يريدون الانتقال عبر موانئها إلى مناطق أخرى.
وتتميز المنطقة بأماكن تاريخية وأثرية عدة، كالجوامع والأبراج والأسواق، فضلًا عن موقعها الجغرافي المتميز عند ملتقى خليج القرن الذهبي بمضيق البوسفور.