عام

هكذا يخفي كيان الاحتلال خسائره الحقيقية

“رقابة صارمة على الإعلام ومكافآت مالية كبيرة لعائلات القتلى”.. لماذا يتكتّم الكيان على خسائره البشرية في الحرب؟

أعاد مقتل 24 عسكريّا من قوات الاحتلال في قطاع غزة على يد عناصر المقاومة الفلسطينية، الحديث عن المعايير التي يعتمدها كيان الاحتلال في الإعلان عن خسائره البشرية، والذي يخضع لمقصّ الرقابة العسكرية، ولا يسمح لوسائل الإعلام إلّا بنشر البيانات التي يجيزها.

وتشير تقارير إلى أنّ المنع من النشر الذي تسلّطه المؤسسة العسكرية للكيان، يهدف بالدرجة الأولى إلى إخفاء حجم خسائره والتمويه عليها، فلا يسمح بتداول أيّ معلومات عن القتلى سواء من وسائل الإعلام أو من المؤسسات الرسمية، فضلا عن البيانات أو التسجيلات التي تصدرها فصائل المقاومة، والتي تظهر الخسائر التي تتكبّدها قوات الاحتلال.

الرقابة المشدّدة على المعلومات المتعلّقة بخسائر قوات الاحتلال، لم تمنع صحيفة “يديعوت أحرنوت” من نشر تقرير صادم يتحدّث عن تجاوز عدد الجنود الجرحى نحو 5 آلاف، بينهم ألفان تعرّضوا إلى عاهات وإعاقات دائمة.

 التقرير الذي سرعان ما سحبته الصحيفة العبرية من موقعها وعوّضته بـ”إحصائيات مخفّفة”، يكشف حرص الكيان المحتل وقياداته العسكرية على التعتيم على حجم الخسائر الحقيقية، والتي قد يؤدّي الكشف عنها إلى حالة من الصدمة أوساط الرأي العام فضلا عن التأثير في معنويات الجنود.

 حجب تقرير “يديعوت أحرنوت”، قابله نشر مقال آخر على أعمدة صحيفة “هآرتس” يكشف عن فجوة كبيرة بين أعداد الجرحى المعلن عنها من قبل قيادة قوات الاحتلال، والتي تبلغ 1600 جندي مصاب، وما تظهره سجلّات المستشفيات التي استقبلت 4591 جريحا خلال الفترة نفسها.

وفي سبيل حجب جانب من أعداد القتلى، تقوم قيادة قوات الاحتلال بخداع الجمهور بالقول إنّه لا يتمّ الإبلاغ عن العدد إلّا بعد إخبار عوائل القتلى، لأنّ الإعلان عن العدد لا يقتضي ذكر الأسماء.

كما تقدّم قيادة الكيان العسكرية تعويضات مالية كبيرة لشرائح معيّنة من عائلات القتلى، وخصوصا من اليهود الشرقيين والمنحدرين من أصول روسية وبعض العرب الدروز، مقابل عدم إعلان مقتل أبنائهم.

ويفسّر المتخصّصون في الشؤون العسكرية سياسة الكيان المحتل في التكتّم على الأرقام الفعلية لخسائره في قطاع غزة، بعدة أسباب، أبرزها تخفيف وقع الصدمة على الجمهور، وعدم إثارة الرأي العام ضد القيادة السياسية والأمنية فضلا عن الحفاظ على معنويات الجنود على خط النار.

وحسب باحثين متخصّصين في شؤون الكيان المحتل، فإنّ مجتمع الكيان وحكومته يتميّزان بحساسية شديدة وعالية تجاه الخسائر البشرية في كل الحروب التي خاضها، بسبب محدودية تعداد السكان، وخاصة التركيبة الديمغرافية التي تميل لصالح المكون العربي، الذين يطلق عليهم “عرب 48″، على حساب اليهود.

وإلى جانب ذلك فإنّ عدم الكشف عن الأرقام الفعلية يندرج ضمن الحرب النفسية التي يخوضها الاحتلال ضد المقاومة الفلسطينية، حيث ترفع حجم الخسائر الروح المعنوية والقتالية للمقاومين.

كما أنّ هذه السياسة، تسعى إلى الحفاظ على “سمعة الاحتلال” باعتباره أحد أقوى المؤسسات العسكرية عالميّا.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى